كتبت// نجلاء عبد الوهاب
تحية لا تحمل المجاملة، بل تحمل وجعًا وغضبًا لا يُحتمل...
نكتب إليكم اليوم بلسان كل أبٍ وأمٍ ومربٍ، وبقلب كل طفلٍ خرج من بيته مرتديًا زيه المدرسي، يحمل في حقيبته حلمًا صغيرًا، وفرحةً بريئة، ومستقبلًا ينتظر أن يُروى بالعلم، لا بالدماء.
لكن الواقع في شوارع أسيوط بات مرعبًا، مؤلمًا، ومخزيًا.
الكلاب الضالة تسرح وتمرح، تهاجم الأطفال، ترعبهم، وتحوّل طريقهم من المدرسة إلى طريقٍ نحو المستشفى، أو نحو عاهة مستديمة، أو اضطرابٍ نفسي دائم، أو – لا قدر الله – إلى نهاية مأساوية تُزهق فيها الأرواح.
هل نخشى حقوق الرفق بالحيوان أكثر من خشيتنا على حقوق الطفل؟
هل باتت أرواح أبنائنا أقل قيمة من أنياب الكلاب؟
هل ننتظر أن تُنقل صورة طفلٍ مفترس إلى وسائل الإعلام حتى نتحرك؟
نناشدكم من خلال مسؤوليتكم. نخاطب ضميركم.
معالي اللواء الدكتور الوزير
سيادتكم المسؤول الأول عن كل طفلٍ يخرج من بيته متجهًا إلى مدرسته، فإذا به يعود محمولًا على الأكتاف، لا فرحًا بالعلم، بل هربًا من الرعب.
نحن لا نطلب، بل نُحمّلكم المسؤولية الكاملة بكونكم أبا لكل طفل في محافظتكم، ونطالب بما يلي فورًا:
#حملة تطهير عاجلة للشوارع من الكلاب الضالة.
#تنسيق مع الجهات البيطرية والصحية لتطبيق حلول فعالة وإنسانية.
#توفير حماية أمنية للأطفال في أوقات الذهاب والإياب.
#محاسبة كل من تقاعس عن أداء واجبه في هذا الملف.
إن الطفولة ليست بندًا ثانويًا في جدول أعمالكم، بل هي جوهر المجتمع، ومرآة المستقبل.
نحن نكتب بدموع أطفالنا، وبغضبٍ لا يُحتمل، وبحقٍ لا يُساوم.
فإما أن تُحمى الطفولة، أو أن يُحاسب من أهملها.