كتبت// نجلاء فتحي عبد الوهاب
في إحدي القري الهادئة التي يتسم أهلها بالطيبة بمحافظة الشرقية، كان يعيش «جمال» في منزله وحيداً منذ سنوات بعد وفاة زوجته التي كانت تشاركه رحلة حياته، ولكن فتياته الأربعة وصديقه الأقرب إلى قلبه كانوا يتردوون على منزله من حين للآخر للإطمئنان عليه.
كان يعمل «جمال» موظفا بالضرائب، ولكن بعد وصوله سن المعاش أصبح صديقه المنزل و"حنوني" صديق عمره الذي كان يشاركه رحلة حياته وطعامه في معظم الأيام، فقد اعتاد جمال على حسن معاملة حنوني صديقه المقرب دون أن يظن بأن قلبه يحمل له من الخبث والخبايا كثيراً، فكان يفرح عندما يسمع طرقته على الباب، ويسرع ليفتح له ليدور بينهما الحديث عن أجمل أيام جمعتهما.
مع مرور الأيام وتردد حنوني على منزل جمال وعلمه بتواجد مال داخل منزل صديق عمره، بدأ الشيطان يخطط لحنوني بفكرة التخلص من صديقه لسرقة ماله والاغتنام به، فقرر أن يسلم نفسه لخطة الشيطان وينفذ الخطة، وذهب إلى منزل صديقه وطرق بابه، ففتح له كالعادة دون أن يفكر لحظة بأنها قد تكون اللحظات الأخيرة في حياته، فدخل حنوني وبدأ يتجول في غرفة صديقه ليغتنم بالمال دون علمه.
بدأ حنوني في سرقة مال صديقه الذي آمنه على منزله وحياته دون أن يظن بأنه قد يكون خائنا في يوم من الأيام، وبعدما لاحظ المجني عليه حركة صديقه داخل منزله، بدأ يسأله عن سبب تواجده داخل غرفته، فقام المتهم بالاعتداء عليه حتى أسقطه أرضا غارقا في دمائه، ثم فر حاملا ماله بين يديه.
البداية عندما تلقي اللواء عمرو رؤوف، مدير أمن الشرقية، إخطارًا من اللواء محمد عادل مدير المباحث الجنائية، بورود بلاغا من مأمور مركز شرطة الزقازيق يفيد العثور على جثة "جمال. ع" (66 سنة)، غارقًا في دمائه داخل مسكنه بقرية بيشه قايد.