JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

فلتقل خيرًا أو لتصمت...

 

ايه يابنتي انتي تخنتي كدة ليه؟؟
لا خسيتي اوي ..كدة شكلك بقي تعبان !
ايه ده انت ايه كرشك ده ؟؟
يابني خس شوية مش كدة..
اسمريتي خالص كفاية وقفة في الشمس..
ايه الوحاشة دي ...ابنك طالع وحش لمين كدة ...هههههه؟؟
ابن خالتك احسن منك ياريته كان هو ابني..
بنت عمك شاطرة و بتساعد مامتها ..مش خايبة زيك ..
و غيرها الكثير من الجمل و الكلمات التي يتعرض لها معظمنا إن لم يكن جميعنا علي مدار حياته ، منها ما يمكن تقبله و منها ما يعتصر بسببه قلوبنا من الألم ، فكم من مرة تعرضت فيها لموقف سخيف أو جملة غير مرحب بها و اخترت الصمت و كتم شعورك ، و كم من مرة شعرت بذلك الاختناق في حلقك و كأن تلك الكلمات قوالب طوب ثقيلة موضوعة علي قلبك ...فإن بعض الكلمات تُحدث شروخًا في النفس لا يمكن إصلاحها أبدا حتي بالاعتذار...
سلوك عدوانيُّ متكرر يهدف دائما إلى الإضرار بفرد آخر بطريقة عمدية، سواء كان هذا الإضرار نفسيًّا أو جسديًّا،كلُّ لفظ وفِعْلٍ يصدر من فرد أو مجموعة من الأفراد، يتسبب في إيذاء وإساءة فرد آخر أضعف، قد يكون جسديًّا، أو لفظيًّا، أو بأي شكل كان؛ بغرض الترهيب والتخويف لاتباعه، والانصياع لأوامره أو حتي بغرض السخرية و الضحك. هكذا هو التنمر...
كيف اصنع متنمراً:
رأى معلم يومًا ما طفل متوسط الحجم يضرب طفل صغير، فنهاه المعلم وسأله عن السبب؛ فأجاب: كِبار الحجم ضربوني فضربته أيضًا لأن هذا هو العدل! هذه الكلمات تلخّص الكثير، فالضعيف المقهور هو مفتاح القضية.
تتعدد أسباب التنمر، قد تشمل عوامل شخصية مثل عدم الأمان أو الحاجة إلى السيطرة ، كما أن بعض الأفراد قد يتنمرون نتيجة لتجارب سلبية في حياتهم، أو بسبب تأثيرات البيئة المحيطة بهم. على سبيل المثال، قد يتعرض المتنمرون للضغط و المقارنة من أقرانهم أو من عائلاتهم، ، مما يدفعهم إلى التصرف بشكل عدواني تجاه الآخرين، كما أن المشاكل الأسرية، مثل العنف أو الإهمال، قد تؤدي إلى سلوكيات تنمر.
والشخص المتنمر في الغالب لا يكون منتبهًا إلى ما يفعله، وقد يفعله بالقصد، وهنا الدافع كما حدَّده علماء النفس يكون الغَيرة، أو لأنه قد تعرض لهذا الفعل في يوم من الأيام،فاصبح هو ذاته الجاني حتي لا يستسلم لكونه المجني عليه.
المتنمرين لديهم تركيبة نفسية مختلفة عن الشخص السليم؛ فهم يفتقرون للسلوك الإيجابي العام، ولا يفهمون مشاعر الآخرين، كما أنهم قارئين سيئين للنوايا، ومع ذلك يرون أنفسهم بشكل إيجابي للغاية.
التنمر الذي قد يودي بحياة الضحية سواء كان بالانتحار أو حتي بقتل ثقته بذاته فيموت حيا، فالتنمر يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية نفسية مثل الاكتئاب والقلق، و يؤثر تأثيراً نفسيا طويل المدي ، فيصدق الشخص أنه ضعيف وليس لديه القدرة علي الدفاع عن نفسه فيفقد بذلك احترامه لذاته و يصاب بخوف ابدي من السخرية و التنمر مما يخلق منه شخصا انطوائيا يتجنب المواقف الاجتماعية و التفاعل مع الآخرين و يتحول بذلك الي شخص منعزل مما يعرضه لخسارة العديد من الفرص الذي كان بأمكانه النجاح بها.
و ما الحل؟!
لمكافحة التنمر، يجب أن نتبنى ثقافة الاحترام والتسامح و نزرعها في ابنائنا منذ الصغر، كما يتعين على المدارس والمجتمعات تقديم برامج توعية حول التنمر وطرق التعامل معه. يجب تعليم الأطفال كيفية التعرف على التنمر وكيفية التصرف في حالة حدوثه، سواء كضحايا أو كشهود. و من المهم أيضًا توفير الدعم للضحايا، مثل المشورة النفسية والموارد التعليمية، لضمان بيئة آمنة وصحية للجميع، يجب أن يتم تشجيع الحوار المفتوح بين الأهل والمدرسين والطلاب.
ازرع في طفلك الثقة بالنفس و تقدير الذات و احترامها حتي لا يؤثر به كلام المتنمرين فيشعر دائما أنه مميز و مهم، اسمعه دائما و احترم كلماته و قراراته منذ الصغر فمن المهم أن يشعر أنه ذو صوت مسموع ، علمه كيف يدافع عن نفسه و يدفع عنها اذي المتنمر دون اللجوء للعنف ، فإنه سيواجه بأحتكاكه بالمجتمع الكثير من الأشخاص التي تفتقد احترام الذات و تحاول تقليل شأنه حتي لا يشعروا بنقصهم ،علمه أن يحترم حدوده الشخصية و يجبر من يتعامل معه علي احترامها ، علمه أن هناك ثلاثة أطراف متسببة في التنمر : الضحية و مرتكب التنمر و الشاهد ، فإن لم يكن يوماً ضحية تنمر فبأمكانه أن يكون شاهدا ،فبوسعه منعه و دفع الاذي عمن حوله و تقديم الدعم لهم .
التنمر في الاسلام:
عن أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت»
الإسلام حث على الرفق و اللين في التعامل مع الناس و نهى عن التنمر و الإيذاء. عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المسلم من سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هَجَر ما نهى الله عنه)). رواه البخاري، ومسلم.
قال تعالى:"يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم و لا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن و لا تلمزوا أنفسكم و لا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان و من لم يتب فأولئك هم الظالمون"
يعني إيه لا تنابزوا بالألقاب ؟
قال السعدي في تفسيره"لا يعير أحدكم أخاه، ويلقبه بلقب ذم يكره أن يطلق عليه وهذا هو التنابز، وأما الألقاب غير المذمومة، فلا تدخل في هذا"
التنمر و الإيذاء للآخرين حرام في الإسلام و يجب على المسلم أن يكون لينًا و رحيمًا مع الناس.
حرّم الإسلام الإيذاء والاعتداء على الآخرين حتى بالكلام والنظر، حيث قال الله تعالى: (ولا تعتدوا إنّ الله لا يحبّ المعتدين)، كما وقال رسول الله صلّى الله عليه و سلم: (لا ضرر ولا ضرار) أي أنّه قد حثنا الإسلام على تجنب إلحاق الضرر الجسدي والنفسي أيضًا الذي قد يكون أقسى وأكبر أثرًا من الجسدي.
و أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ بداية الإيمان استقامة اللسان، فقال عليه الصلاة والسلام: «لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه» (رواه أحمد) .
قال رسول الله ﷺ : “لا فرق بين عربى و لا أعجمى و لا أبيض و لا أسود إلا بالتقوى".. لذلك لا يجب علي أحد بالتقليل من شأن الآخر أو التعالي عليه حيث أنه لا فرق بين البشر الا بالتقوي..
إنّ للكلمات تأثيرًا عميقًا في نفوس الناس، ولذا ينبغي لنا أن نختار ألفاظنا بعناية ونتحدث بلطف ولين. فالكلمة الطيبة تزرع الود والاحترام، وتجعل من حولنا يشعرون بالراحة والاطمئنان. وعلى العكس من ذلك، الكلمة السيئة قد تجرح المشاعر وتثير الضيق. فلنحرص على أن نكون لطفاء في حديثنا، ولنختار الكلمات التي تعكس معدننا وأخلاقنا الرفيعة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَتَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ»؟ قَالُوا: المُفْلِسُ فِينَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «المُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ بِصَلَاتِهِ وَصِيَامِهِ وَزَكَاتِهِ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا فَيَقْعُدُ فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْتَصَّ مَا عَلَيْهِ مِنَ الخَطَايَا أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ».
عزيزي المتنمر ...
قبل أن تتنمر تذكر أنك أنت من يظهر بمظهر الضعيف ، و قبل أن تحكم على الآخرين، انظر لنفسك، هل أنت مثالي؟
لن تنير حياتك بإطفاء شموع الآخرين ، و لن تخسر شيئاً إن قلت للآخرين ما يسرّك أن تسمعه منهم ، احذر أن تزرع الشوك في أراضي الآخرين فقد تذهب إليهم حافيًا يومًا ما.
فكّر قبل أن تحرك لسانك؛ فيمكن لكلماتك أن تكون بلسم للجروح أو ملحًا حارقًا ، حاول تذوق كلامك الخاص قبل أن يأكله الآخرين ، و إن استدعتك قدرتك على أذية غيرك بالقول أو الفعل؛ تذكر أن الدنيا ستدور وتؤلمك أنت أيضًا.
الدناءة علامة على الضعف، فاحذر أن تفضح نفسك بذمّك للآخرين ،أنت لا تبدو جيدًا عندما تحاول أن تجعل شخصًا آخر يبدو سيئًا.
أن تكون متنمر معناه أن تكون قاتل لديه الكثير من الضحايا النازفون بصمت .
في النهاية :
فلنقف جميعًا ضد آفة التنمر، فكل كلمة قاسية، وكل فعل عنيف، وكل نظرة احتقار، تترك أثرًا لا يمحى في نفوس الضحايا.فالتنمر ليس مجرد كلمات جارحة، بل هو جرح في قلب الإنسانية كلها.كل كلمة جارحة تُقال، وكل نظرة احتقار تُلقى، تترك في النفوس جروحًا لا تُشفى بسهولة. فلنكن يدًا واحدة في مواجهة التنمر، ولنزرع في نفوس أبنائنا قيم الرحمة والتسامح والاحترام، و لا ننسى أن الكلمات قادرة على أن تخلق أو تدمر، وأن التنمر جرح لا يندمل بسهولة. فلنكن لطفاء فيما نقول، ولنحترم بعضنا البعض، ولنجعل من عالمنا مكانًا آمنًا لكل فرد، بعيدًا عن آلام التنمر وقسوة الكلمات،فالمستقبل لأبنائنا، ولنبنِه على أسس من الحب والسلام ،فلنزرع بذور الرحمة في قلوبنا، لنحصد ثمار التسامح في مجتمعنا. التنمر جريمة في حق الإنسانية، وعلينا جميعًا أن نقف ضدها، لنبني مجتمعًا يملؤه الحب والاحترام، ويحترم فيه كل فرد حقه في الحياة بكرامة.
في أعماق كل جرح ناتج عن التنمر، هناك صرخة صامتة تطلب الرحمة والاحترام. كن يد العون التي تمتد لترفع من انكسار الضحايا، وكن الصوت الذي يعلو بالرحمة والتسامح. فلنكن جميعاً رحيمين فيما نقول، ولنحترم بعضنا البعض، فالله يحاسبنا على ما نقول، فلنرفق بقلوب بعضنا، ولنجعل من كلماتنا دواءً يُطيب الجراح، لا سمًا يزيدها ألمًا.
فلتقل خيرًا أو لتصمت...

عبدالعظيم زاهر

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة