بقلم : محمد حسني محمود
في ناس ماشيين في الدنيا بعين صقر على الناس… وعين مغمضة على نفسهم.
تلاقيه واقفلك على الغلطة قبل ما تقع، يحلل تصرفاتك، يفسر نواياك، ويقنعك إنه فاهمك أكتر منك...لكن لو فتحنا باب قلبه وبصينا جواه… هنلاقي مرايات مكسرة، وعيوب مدارية، وحقيقة مش قادر يواجهها... الإنسان اللي يفضل راصد أخطاء الناس طول الوقت ؛ مش عبقري ولا حكيم… ده غالبًا بيهرب من أكبر مواجهة في حياته... مواجهة نفسه... ليه بنشوف عيوب غيرنا بسهولة؟
الموضوع أبسط مما تتخيل...الناس عندهم عادة نفسية قديمة اسمها “الإسقاط”...لما يبقى عندي مشكلة مش عايز أعترف بيها… أرميها على غيري...ولما أبقى مش قادر أصلح نفسي… أروح أصلح العالم... كأن الواحد بيقول لنفسه: “طالما أنا مش شايف غلطتي… يبقى مفيش مشكلة.”.. وهم المصلح المعصوم في نوعية من الناس بتدي لنفسها صلاحيات مش موجودة غير في خيالها... يمشي كأنه شيخ، أو معالج نفسي، أو خبير اجتماعي بالتعيين، وهو في الحقيقة مش قادر يفهم دوافعه هو نفسه...شايف الدنيا غلط، لكن شايف نفسه صح… وده أخطر أنواع العمى.
الخطر الحقيقي اللي مش شايف نفسه… مش ممكن يتغير... واللي مقتنع إنه كامل… هيفضل واقف في نفس المكان...واللي بيلاحق الناس… غالبًا مش قادر يلاحق نفسه...الإنسان اللي يراقب الناس كتير… بيهرب من مراقبة نفسه ...واللي يفضل يدور على الغلط بره، هيفضل الغلط جواه...ويمكن الحكمة اللي تنقذ أي حد من الطريق ده بسيطة جدًا:..قبل ما تبص لعيب حد… افتح مرايتك أنت الأول.