عاجل موافقة رئيس الشركة القابضة للكهرباء نصر علي زيادة بعض البدلات

بقلم الاعلاميه دكتوره غاده قنديل

في الحياة، ستقابل كل الأصناف… لكن أخطرهم ليس القوي ولا الفقير ولا الجاهل، بل الملتوي ذاك الذي يمشي بين الناس بوجهين، ويضع لك ابتسامة في العلن، بينما يجهّز لك طعنة في الغيب.

الناس الملتوية لا تواجهك… بل تدور حولك. لا تقول كلمة في وجهك… بل ترسلها على هيئة سمّ في ظهرك. يعيشون على الخداع، ويتنفسون بالمظاهر، ويقتاتون على ضعف غيرهم.

والمصيبة أن الملتوي لا يشعر أنه ملتوي… هو يرى نفسه الأذكى، بينما الحقيقة أن كل ما يفعله مكتوب عليه من بعيد: «أنا ضعيف… ومش قادر أمشي مستقيم زي باقي البشر».

هؤلاء الناس لا تُقاس قيمتهم بكلامهم، بل بأفعالهم:

من يعد ولا يفي… ملتوي.

من يتلون حسب مصلحته… ملتوي.

من يتقن تمثيل الطيبة وهو يحمل غرضًا… ملتوي.

ومن يخسر ضميره ليكسب مكسبًا… هذا وصل لمرحلة اللاعودة.

والمجتمع لا ينهار من القوي… بل ينهار من الملتوي الذي يعرف كيف يتسلّل بين الثغرات ويستغل الطيبة، ويمد يده للخير أمام الناس بينما يأكل حقوقهم في الخفاء.

وللناس الملتوية رسالة واضحة:

لا تتفاخروا بدهائكم… فالدهاء بلا ضمير مجرد عار، والاستقامة لا تحتاج لذكاء، بل تحتاج لرجل شجاع لا يخاف يقول "لأ" ويقف مستقيم.

وفي النهاية…

الملتوي قد يسبقك خطوة، لكنه دائمًا يسقط منحنياً.

أما المستقيم… فقد يتأخر، لكنه يصل واقف الرأس… نظيف اليد… ثابت الضمير.