JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

هدم الرموز السياسية والفنية هو هدم للتاريخ… وفيلم أم كلثوم جرس إنذار بقلم الاعلاميه د/ غاده قنديل




هدم الرموز، سواء كانت سياسية أو فنية، ليس شجاعة فكرية ولا تقدمًا حضاريًا، بل اعتداء صريح على الذاكرة الوطنية. فالرموز ليست أشخاصًا عاديين، لكنها علامات مضيئة في تاريخ الأمم، تختصر مراحل، وتجسّد قيمًا، وتحمل رسائل تشكّلت منها هوية المجتمع.


نحن لسنا أمة بلا جذور،

نحن أحفاد الفراعنة، والتاريخ عندنا مكتوب على جدران المعابد، لم يُمحَ رغم الغزاة ولا تغيّر العصور. المصري القديم لم يهدم أثرًا لأن الحاكم أخطأ، بل ترك التاريخ كاملًا ليكون شاهدًا وعبرة. فكيف نقبل اليوم أن نهدم رموزنا بأيدينا؟


وهنا يأتي فيلم أم كلثوم كجرس إنذار خطير، ينبهنا إلى أن التفريط في الرموز بدأ بالفعل.

أم كلثوم ليست مجرد مطربة من الماضي، بل قوة ناعمة صنعت وجدان أمة، وصوت ارتبط بالهوية المصرية في أعمق لحظاتها. المشكلة ليست في تقديم عمل فني عنها، بل في طريقة التناول التي تنزع الهيبة، وتختزل الرمز، وتُقدّم التاريخ بلا احترام لقيمته.


كسر الرموز الفنية هو مقدمة لكسر الرموز السياسية،

وحين تُكسَر الرموز، تفقد الأجيال البوصلة،

ويتحول المجتمع إلى فراغ بلا قدوة، وبلا مرجع، وبلا ذاكرة.


نحن لسنا ضد النقد،

لكننا ضد التشويه،

وضد تحويل الرموز إلى مادة استهلاكية بلا وعي أو احترام.


الرموز لا تُقدَّس… لكنها لا تُهان.

ومن لا يحترم تاريخه، لا يستطيع أن يصنع مستقبلًا.

ومصر، بتاريخها الممتد آلاف السنين، أكبر من أن تُهدم رموزها أو يُشوَّه

author-img

JOURNALEST

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة