JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
recent
عاجل
Startseite

جريمة إهمال مكتملة الأركان قطار طوخ يقتحم البيوت

 



كتب ايهاب ثروت 


ما حدث في مدينة طوخ بمحافظة القليوبية من إنقلاب حاويات قطار بضائع ودخول بعضها إلى نطاق المنازل وتحطيم أسوار وسيارات لا يمكن اختزاله في كونه “حادثًا عابرًا” أو خطأً فرديًا المشهد أبعد من ذلك وأكثر خطورة لأنه يكشف خللًا مركبًا في منظومة السلامة والإدارة وتطبيق القانون.

من المعروف قانونًا أن حرم السكة الحديد يبلغ 90 مترًا وهو حرم وُضع لحماية الأرواح والممتلكات وضمان تشغيل آمن للمرفق ورغم ذلك نشهد على أرض الواقع منازل ومبانٍ قائمة على حافة القضبان في مخالفة صريحة للقانون ومشهد إعتدنا عليه حتى أصبح أمرًا واقعًا إلى أن وقعت الواقعة.

السبب المباشر… والسبب الحقيقي

السبب المباشر لإنقلاب الحاويات غالبًا يعود إلى سوء تثبيت أو تحميل الحاويات أو خلل في إجراءات التأمين الفني قبل تحرك القطار وهي مسؤولية واضحة تقع على عاتق الجهات الفنية والإدارية المختصة داخل منظومة السكة الحديد.

لكن السبب الحقيقي الأعمق هو:

كيف وصل أثر الحادث إلى داخل البيوت؟

هنا لا نتحدث عن خطأ فني فقط بل عن سنوات من التجاوزات والتراخي:

مباني أُنشئت داخل حرم السكة الحديد بالمخالفة للقانون وجهات محلية سمحت أو تغاضت عن هذه المخالفات ورقابة غائبة أو صامتة رغم وضوح الخطر ومرفق عام لم يدافع بحزم عن حرمه القانوني.

المسؤولية لا تتجزأ

في مثل هذه الحوادث البحث عن “متهم واحد” هو تبسيط مُخلّ

المسؤولية هنا تشاركية:

مسؤولية فنية عن تأمين القطار وحمولته ومسؤولية إدارية عن السماح بالبناء المخالف ومسؤولية رقابية عن الصمت على الخطر ومسؤولية مجتمعية عن قبول الأمر الواقع رغم المعرفة بعواقبه.

والأخطر أن ما حدث انتهى دون خسائر في الأرواح وهو ما لا يجب أن يُطمئن أحدًا بل يجب أن يُقلق الجميع لأن الحادث القادم قد لا يمر بنفس السلام.

من الحادث إلى المحاسبة

ومن هنا نستنتج الدرس المستفاد من حادث طوخ لا يجب أن يُطوى مع إزالة آثار الحاويات من الشارع بل يجب أن يتحول إلى:

مراجعة شاملة لإجراءات تأمين قطارات البضائع وحصر جاد وحاسم لكل التعديات على حرم السكة الحديد ومحاسبة واضحة لكل من سمح أو تجاهل أو قصّر.

وتطبيق القانون دون إستثناء حمايةً للأرواح قبل أي شيء.


كلمة أخيرة

السكك الحديدية ليست مجرد قضبان تمر عليها القطارات بل مرفق سيادي يمس حياة الملايين وأي تساهل في أمنه أو حرمه هو تساهل في سلامة المواطنين أنفسهم.

ما حدث في طوخ إنذار…

فإما أن نسمعه ونتحرك أو ننتظر حادثًا أشد بثمن أغلى.

NameE-MailNachricht