كتب / سمير أبو طالب
يواصل الشاعر الكبير جمال منصور أبو نجم، الشاعر الغنائي المتميز، رسم ملامح مدرسة شعرية خاصة تضعه في مكانة استثنائية بين رموز الإبداع في مصر، حتى بات أبناء الشرقية ومحبو الكلمة يعتبرونه امتدادًا طبيعيًا لعمالقة الشعر العامي أحمد فؤاد نجم وعبد الرحمن الأبنودي وعبد الوهاب محمد، لما يمتلكه من قدرة فريدة على صياغة الكلمة وصياغة الصورة الشعرية التي تأسر القلوب .. جمال منصور أبو نجم مدرس بمدرسة محمد فريد بمنشأة العباسة لم يكن يومًا مجرد شاعر، بل حالة فنية متكاملة، جمعت بين الأصالة والبساطة والخيال، ما جعله يصول ويجول في معظم المحافظات المصرية مشاركًا في الندوات الشعرية وملتقيات قصور الثقافة، مؤكّدًا حضوره الفريد بين كبار الشعراء في مصر .. ويمتاز فارس الشعر الشرقي بمهارة احترافية في الإلقاء تجعله محطّ أنظار عشاق الكلمة، إذ ينتظر الأهالي لقاءه في أي فعالية شعرية بشغف كبير، ليستمعوا إلى قصائد تُعيد للأذهان روح الأبنودي وجرأة أحمد فؤاد نجم ابن قريته كفر أبو نجم التابعة لمركز ومدينة أبو حماد بمحافظة الشرقية وهي القرية التي اعتادت أن تُخرج المواهب الفذة التي تترك بصمتها في كل المجالات .. وقد حصل الشاعر جمال منصور أبو نجم على العديد من الجوائز وشهادات التقدير والدروع من مؤسسات ثقافية وفنية مختلفة، تقديرًا لدوره الكبير في نشر الشعر العامي وإحياء التراث الشعبي المصري بأسلوبه المميز .. وتعد مدينة أبو حماد خاصة قرية كفر أبو نجم – مصنعا للمواهب المصرية اللامعة؛ فقد أنجبت الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، وابنته المبدعة نوارَه نجم، والشاعر جمال منصور أبو نجم، وكذلك الفنان محمد كريم، والنجمة هنا الزاهد، إلى جانب القارئ الشهير الشيخ حسيني حسن سليمان، وفي الرياضة لمع نجمى الكرة إسلام عيسى وأحمد جلال … مما جعل المدينة تلقب بأنها “ولّادة بالمواهب” عبر أجيال متعددة ..
ويبقى جمال منصور أبو نجم علامة مضيئة في سماء الشعر المصري، وصوتا أصيلًا يعيد الاعتبار للكلمة الراقية ويُذكّر الجميع بأن الشعر ما زال قادرًا على لمس الأرواح وتحريك الوجدان .