JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
recent
عاجل
Accueil

حكاية امرأة خرجت من ظلال النرجسي

 

د.مروة الليثي 
القصة
لم تكن ليلى تتخيل يومًا أن الزواج قد يتحوّل إلى ساحة صامتة من الاستنزاف. كانت تظن أن الحب يُرمّم ما ينكسر، لكن كثيرًا مما ينكسر لا يُسمع له صوت… إلا داخل القلب.
تزوجت ليلى من رجل شديد الجاذبية في البداية، كان يعرف جيدًا كيف يلتقط كلماتها قبل أن تنطقها، وكيف يجعلها تصدّق أنها وجدت "الرجل المثالي". شهر العسل طال قليلًا، ثم انقلب كل شيء.
بدأ الأمر بنقد بسيط… تعليق بارد على طريقة كلامها، ابتسامة ساخرة على طعامها، مقارنة غير مباشرة بينها وبين غيرها. كانت تضحك محاولة تبرير موقفه، إلى أن صارت تبرر كل شيء: غضبه، عصبيته، إهماله، كذبه.
في كل مرة كانت تشتكي، كان يقلب الطاولة بمهارة:
“أنا؟ ولا انتي اللي بتكبري كل حاجة؟ انتي حساسة زيادة”.
فتبدأ تشك في نفسها… هل هي فعلًا حساسة؟ هل المشكلة فيها؟
ومع الوقت، بدأ يسحبها من كل شيء: من أهلها، من صديقاتها، من نفسها.
أصبحت ليلى تمشي في البيت على أطراف أصابعها، تخشى كلمة تُغضبه، أو نظرة تُشعل غضبه، أو سؤالًا يُشعره بالتهديد.
لكنها لم تكن تسميه “نرجسيًا”. لم تكن تمتلك المفردات. كانت فقط تعرف أنها تختنق.
وجاءت اللحظة الفارقة حين سمعت ابنتها الصغيرة تقول بصوت مرتجف:
“ماما… هو بابا زعلان منّي برده؟”
في تلك اللحظة، أدركت ليلى أن الألم لم يعد يسكنها وحدها… بل بدأ يرثه من بعدها أطفالها.
وهنا تحرك شيء بداخلها.
بدأت رحلتها مع التعافي بصمت.
قرأت. كتبت. سألت. استعانت بمعالجة نفسية ساعدتها على إعادة تجميع ذاتها.
تعلمت أن اللوم الذي أُلقي عليها لسنوات… لم يكن ملكها.
تعلمت أن صوتها الذي خفت… يمكن أن يعود.
تعلمت أن الرحيل ليس هزيمة، بل إنقاذ.
وعندما قررت ترك العلاقة، لم تكن أقوى امرأة في العالم.
كانت خائفة، مُنهَكة، مرتبكة… لكنها كانت مُصمِّمة.
وذلك يكفي.
اليوم، بعد عام من الابتعاد، تقول ليلى:
“أنا لم أخرج من علاقة سامة. أنا خرجت من مقبرة للصوت والهوية. وبدأت أتعافى حين عرفت أنني لا أحتاج إذنًا كي أعيش.”
رسالة توعية في نهاية القصة
النرجسي لا يتغير.
لكن الضحية يمكن أن تتعافى… حين تدرك أن أول خطوات النجاة هي الاعتراف، ثم طلب الدعم، ثم استعادة الحياة خطوة خطوة.
التعافي ليس طريقًا مستقيمًا، لكنه يبدأ من لحظة واحدة:
لحظة تقول فيها لنفسك…
“أنا أستحق حياة آمنة.”
حكاية امرأة خرجت من ظلال النرجسي

عبدالعظيم زاهر

Commentaires
    Aucun commentaire
    Enregistrer un commentaire
      NomE-mailMessage