JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
recent
عاجل
Accueil

سحر الطبيعة ونقاء الوجود

 


بقلم: احمد عبدالناصر
حين تعانق عينك أول خيوط الفجر وهي تتسلل بخجل عبر ستائر الغيم، تشعر أن الطبيعة تهمس لك بأغنية خفية لا يسمعها إلا القلب.
كل ما في الكون في تلك اللحظة البكر يبدو وكأنه يتنفس حياة جديدة.
العصافير ترتل ترانيم الصباح، وأوراق الشجر تلوّح للريح برفقٍ كمن يحيي صديقًا قديمًا.
في أحضان الطبيعة يذوب صخب الأيام، وينكمش الضجيج الداخلي الذي صنعناه بأنفسنا.
هناك بين الأشجار والأنهار، نكتشف أن السكون ليس فراغًا، بل امتلاءٌ بالسكينة والطمأنينة.
كم هو مدهش أن تتأمل زهرةً صغيرة فتجد فيها فلسفة الخلق، ودروسًا في الصبر والجمال والعطاء.
الطبيعة معلمة صامتة، لكنها أبلغ من ألف كتاب.
تعلمنا أن كل فصل من فصول العام يحمل معنى؛ فكما يتجدد الربيع بعد قسوة الشتاء تتجدد قلوبنا بعد العثرات. وكما تتساقط الأوراق لتفسح المجال لولادة جديدة، علينا أن نتخلى عن ما أثقل أرواحنا لنحيا من جديد.
حين تجلس على ضفة نهرٍ هادئ وتنظر إلى انعكاس السماء على صفحته، تدرك أن الجمال لا يحتاج إلى تكلّف.
فالله حين أبدع هذا الكون جعله مرآةً لرحمته، ودليلًا على قدرته، ورسالة حبٍ مفتوحة لكل من يتأمل بصدق.
إن العودة إلى الطبيعة ليست رحلة جسدٍ فحسب، بل رحلة روحٍ تبحث عن ذاتها بين ظلال الأشجار، وعبير الزهور، ونقاء الهواء.
فكل من يقترب من الطبيعة يقترب من الحقيقة، ويعرف أن السعادة ليست في التكديس، بل في الاكتفاء وليست في الضجيج، بل في الصمت الجميل الذي يملأ القلب بالرضا.

أعجبني
تعليق
مشاركة
NomE-mailMessage