JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

نصف حياة… ونصف حضور:

 


بقلم ✍️ د.مروة الليثي

 دليلك للطمأنينة 

 جيلٌ يعيش ولا يشعر أنه حيّ

نحن جيلٌ غريب.

نملك كل شيء تقريبًا، ومع ذلك نشعر بأن شيئًا كبيرًا ناقص، شيء لا اسم له ولا شكل… لكنه غيابٌ يوجع.

نعيش أيامنا، نتحرك، نعمل، نضحك، ونلتقط الصور… لكن داخلنا مساحة معطّلة، خامدة، لا نصل إليها مهما حاولنا.

وكأننا نعيش نصف حياة… ونحضر بنصف قلب.

قلوبٌ معلّقة وعقولٌ تائهة

لم يعد الحضور يعني أن تكون موجودًا بجسدك.

صار حضور الروح أصعب، وكأنها تهرب من الضجيج وتختبئ في مكان آخر.

نسمع من حولنا لكننا لا نُصغي.

نجلس مع أحبّتنا لكننا نفكّر في ألف شيءٍ آخر.

ننظر للهاتف أكثر مما ننظر للوجوه، ونكتب رسائل طويلة بينما نعجز عن التعبير في الواقع.

إنه غيابٌ غير مرئي؛

غيابٌ يلتهم قدرتنا على الشعور بالأمان، ويطفئ شغف الأشياء التي كانت تبهجنا يومًا.

نصف علاقة… نصف حب… ونصف نحن

نعطي من قلوبنا ما يكفي كي لا نخسر الآخرين، لكننا لا نعطي ما يكفي لنربح أنفسنا.

نخاف الرفض، نخاف المواجهة، نخاف الحقيقة… فنعيش علاقاتٍ نصف ناضجة، ونصف واضحة، ونصف صادقة.

ولأننا لا نحضر بكاملنا، نخسر كثيرًا دون أن ننتبه:

نخسر فرصة أن نُحب بطمأنينة، وأن نُعامل بكرامة، وأن نكون نسخًا حقيقية من أنفسنا لا نسخًا مُعدّلة لإرضاء الآخرين.

نصف طمأنينة لا تكفي

يبحث الناس اليوم عن هدنةٍ داخلية، عن شعور خفيف يُطمئن القلب ولو قليلًا.

لكن كيف تهدأ روحٌ مشتتة بين الماضي والمستقبل؟

وكيف يستريح عقلٌ لا يتوقف عن المقارنة؟

وكيف يشعر الإنسان بالامتلاء وهو يعيش بنصف حضور، ويترك نصفه الآخر مُعلّقًا في خوفٍ ما؟

الطمأنينة ليست نعمة تأتي صدفة؛

إنها قرارٌ شجاع بأن تتوقف، وتواجه، وتعود إلى نفسك.

خطوة أولى للعودة: كن حاضرًا… ولو مرة واحدة

الحضور ليس مهارة صعبة، لكنه خيار يومي.

اجلس مع نفسك قليلًا.

اسألها:

"أين أنا؟ ولماذا لم أعد هنا؟"

قد تفاجئك الإجابة، وقد تُنقذك.

أطفئ الهاتف ساعة.

امشِ بلا هدف.

افتح قلبك لشيءٍ حقيقي واحد على الأقل.

وابدأ في استعادة نصفك الضائع، ذلك الجزء الذي تركته وراءك في زحام الحياة.

خاتمة… ستصل حين تعود لنفسك

لسنا بحاجة لحياة جديدة، نحن بحاجة لحياة كاملة.

بحضورٍ حقيقي، بكلمة صادقة، بحدودٍ واضحة، وبشجاعة ألا نعيش "نصف" أي شيء.

فالحياة لا تُعطي جمالها لمن يعيشها بنصف قلب.


author-img

JOURNALEST

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة