بقلم دكتور. محمد عرفه
اعلم أخي الحبيب ان الإنسان عليه أن يتعظ ويتعلم ويتفكر في خلق الله وملكه الذي بيده الأمر كله أهلك الطاغيين بطغيانهم وفضل وكرم الطائعين لفضلهم وعبادته ورشدهم فالله في قدرته ان يطبق السماء على الأرض لكن يحرسها ويرعاها بحلمه وعفوه وكرمه لما أذى المشركون النبي صلى الله عليه وسلم ارسل ملك الجبال يقول له يا محمد السلام يقرؤك السلام ويقول لك وعزتي وجلالي لو أردت أن اطبق عليهم الاخشبين جبلين بمكه لفعلت انظر إلى رحمة النبي صلى الله عليه وسلم قال لعل الله يخرج من ظهورهم من يعبده ولم يشرك به شيئا وبالفعل خرج من ظهورهم من قال لا اله الا الله محمد رسول الله. ناجت الأرض ربها رب ائذن لي أن انشق بمن اكل خيرك وعبد غيرك وقالت البحار رب ائذن لي أن أغرق من أكل خيرك وعبد غيرك وقالت السماء رب ائذن لي أن اتساقط كسفا على من أكل خيرك وعبد غيرك قال دعوني وخلقي لو خلقتموهم لرحمتموهم الله رحيم بعباده فاللطف بنا يا أرحم الراحمين
روى البخاري ومسلم عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه، قال:
قال رسول الله ﷺ:
"إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِمَا عِبَادَهُ،
وَإِنَّهُمَا لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ،
فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ، وَدُعَائِهِ، وَاسْتِغْفَارِهِ".
خُسوف القمر ليس مجرد ظاهرة فلكية...
إنه نداء من الرحمن
وتذكرة لعباده الغافلين،
أن اتقوا الله، وتوبوا إليه،
فكم من نفسٍ غافلة،
وكم من قلبٍ قاسٍ،
فالجَؤوا إلى الصلاة
واستغفروا ربكم
وجدّدوا التوبة
فما هذه الظواهر إلا رسائل من الله...
فهل من مُتّعظ؟!
شرح الحديث:
"آيتان من آيات الله": أي دليلان على قدرة الله، مثل الرياح والصواعق والرعد.
"يخوّف الله بهما عباده": أي يذكّرهم بعظمته وقدرته، ويحثهم على التوبة والخوف من يوم القيامة.
"لا ينكسفان لموت أحد": فيه ردٌ على اعتقاد الجاهلية الذين ربطوا الظواهر الكونية بأحداث البشر.
"فافزعوا إلى ذكر الله": أي الجؤوا إلى الصلاة، والدعاء، والاستغفار.
نسأل الله العفو والعافية اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا وارحمنا برحمتك ياأرحم الراحمين ودائما نلتقي على الخير.