JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

الكومبارس وتوقيع الناس في بعضها

 


بقلم / غاده قنديل


في كل زمن، فيه أشخاص لا دور حقيقي لهم… مجرد "كومبارس" في مشهد الحياة، يظهرون حين تشتعل الأحداث، ويختفون وقت الجدّ. لكن الأخطر من غيابهم هو حضورهم المسموم، حين يتحولون إلى أدوات لتوقيع الناس في بعضها، وتشويه العلاقات، وبث الفتنة بين الزملاء أو الأصدقاء أو حتى أفراد الوطن الواحد.


الكومبارس لا يصنع حدثًا، بل يعيش على الأحداث. لا يملك فكرًا، بل يقتات على إشاعات. تراه يضحك في وجه الجميع، لكنه يطعن من الخلف. لا موقف له، ولا مبدأ، إنما يحركه مصلحته ومَن يدفع أكثر.

يُتقن فن "التوقيع"، يهمس بكلمة هنا، ويزرع شبهة هناك، حتى تتصاعد الخلافات، وتتفكك الصفوف، وتضيع القضايا الحقيقية في دوامة من اللغط والتشكيك.


تلك الفئة لا تختلف كثيرًا عن الطابور الخامس، لأن النتيجة واحدة: تفريق الناس وإضعاف الصف، وتشويه الصادقين.

لكن المجتمع الذكي هو من يعرف يفرز هؤلاء، ويدرك أن وراء الابتسامات المزيفة "أجندة صغيرة" لا ترى إلا نفسها.


إن أخطر ما يفعله "الكومبارس" أنه يسرق الضوء من أصحاب العمل الحقيقي، ويضع نفسه في الصفوف الأمامية، بينما هو لا يعرف من الوطنية إلا الشعارات، ولا من الأخلاق إلا المظاهر.


فلننتبه جميعًا…

الوعي هو السلاح الأقوى في وجه كل من يحاول توقيع الناس في بعضها،

ولنُدرك أن الأوطان لا تُبنى بالفتنة، بل بالتكاتف والموقف الواضح،

وأن من لا يحمل همّ الوطن بصدق، سيبقى مجرد "كومبارس" في مشهد لا يخصه.

author-img

JOURNALEST

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة