تقرير : إبراهيم خليل إبراهيم
بعد اتفاقية فك الاشتباك الأولى بين مصر وإسرائيل الموقعة في ١٨ يناير ١٩٧٤ تم التوقيع على بنود الاتفاقية الثانية في جينيف وكان مندوبا عن مصر اللواء محمد عبد الغني الجمسي رئيس أركان الجيش المصري فى هذا الوقت والجنرال دافيد اليعازر رئيس الأركان الإسرائيلي مندوبا عن اسرائيل والجنرال انزيو سيلاسسفو عن الأمم المتحدة . أعقبت تلك الاتفاقية اتفاقية على الجبهة السورية أعقبتها اتفاقية فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل تضمنت هذه الاتفاقية النقاط التالية :
المادة الأولى : إن النزاع بينهما وفي الشرق الأوسط لا يتم حله بالقوة المسلحة بل بالوسائل السلمية وقد شكلت الاتفاقية المعقودة بين الطرفين في ١٨ يناير ٧٤ في إطار مؤتمر جنيف للسلام خطوة أولى نحو سلام عادل ودائم وفقاً لأحكام قرار مجلس الأمن ٣٣٨ الصادر في ٢٢ أكتوبر ٧٣ وإذ يعتزمان التوصل لتسوية سلمية نهائية وعادلة عن طريق المفاوضات فإن هذه الاتفاقية خطوة هامة نحو تحقيق هذا الهدف .
المادة الثانية : يتعهد الطرفان بعدم استخدام القوة أو التهديد بها أو الحصار العسكري في مواجهة الطرف الآخر.
المادة الثالثة : أ - سيستمر الطرفان في مراعاة وقف إطلاق النار براً وبحراً وجواً والامتناع عن أي أعمال عسكرية أو شبه عسكرية ضد الطرف الآخر .
ب - يقرر الطرفان أيضاً أن الالتزامات الواردة بملحق هذه الاتفاقية والبروتوكول الخاص بها سيكونان جزءاً لا يتجزأ من هذه الاتفاقية.
المادة الرابعة : أ - يتم تحريك القوات المسلحة للطرفين وفقاً للمبادئ التالية :
١ - تنسحب جميع القوات الإسرائيلية إلى شرق الخط المشار إليه بخط (ي) على الخريطة المرفقة.
٢ - تتقدم جميع القوات المصرية إلى غرب الخط المشار إليه بخط (هـ) على الخريطة المرفقة.
٣ - ستكون المنطقة الواقعة بين الخطين المشار إليهما في الخريطة المرفقة بخطى (هـ) و (و) كذلك المنطقة الواقعة بين الخطين المشار إليهما في الخريطة المرفقة بخطى (ي) و (ك) محددة السلاح والقوات .
٤ - سيتم الاتفاق على التحديدات الخاصة بالسلاح والقوات في المنطقتين المشار إليهما في الفقرة (٣) عاليه وفقاً لما هو وارد في الملحق المرفق.
٥ - ستكون المنطقة الواقعة بين الخطين المشار إليهما في الخريطة المرفقة بخطى (هـ) و (ي) منطقة عازلة وسوف تستمر قوة الطوارئ التابعة للأمم المتحدة في القيام بوظائفها على النحو الوارد في الاتفاقية المصرية الإسرائيلية المعقودة في ١٨ يناير ١٩٧٤ في المنطقة الواقعة بين الخط (هـ) والخط المنتهي على الساحل جنوب أبو رديس والمبين في الخريطة المرفقة .
٦- سوف لا تكون هناك قوات عسكرية كما هو موضح بالملحق المرفق .
ب : التفاصيل المتعلقة بالخطوط الجديدة وإعادة تحريك القوات وتوقيت ذلك والتحديد الخاص بالأسلحة والقوات والاستطلاع الجوي وتشغيل منشآت الإنذار المبكر واستخدام الطرق ومهام الأمم المتحدة وغيرها من الترتيبات ستكون كلها وفقاً لأحكام الملحق والخريطة وهما جزءا لا يتجزأ من هذه الاتفاقية وللبروتوكول الذي يتم التوصل إليه عن طريق المباحثات طبقاً للملحق الذي سيصبح عند عقده جزءاً لا يتجزأ من هذه الاتفاقية.
المادة الخامسة : تعتبر قوة الطوارئ التابعة للأمم المتحدة أساسية وستستمر في القيام بعملها وستجدد مدتها سنوياً .
المادة السادسة : ينشئ الطرفان لجنة مشتركة أثناء سريان هذه الاتفاقية وتعمل تحت رئاسة المنسق العام لعمليات الأمم المتحدة في الشرق الأوسط لنظر أي مشكلة تنجم عن هذه الاتفاقية ولمعاونة قوة الطوارئ في تنفيذ مهمتها وتعمل اللجنة المشتركة وفقاً للإجراءات الواردة في البروتوكول
المادة السابعة :
سيسمح بمرور الشحنات غير العسكرية المتجهة إلى إسرائيل ومنها بالمرور في قناة السويس.
المادة الثامنة : أ - يعتبر الطرفان هذه الاتفاقية خطوة هامة نحو سلام عادل ودائم وليس اتفاق سلام نهائي
ب -@ سيواصل الأطراف بذل الجهود للتوصل بالتفاوض إلى اتفاق سلام نهائي في إطار مؤتمر جنيف للسلام وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم ٣٣٨ .
المادة التاسعة : تسرى هذه الاتفاقية بعد توقيع البروتوكول وتبقى سارية المفعول حتى تحل محلها اتفاقية جديدة
( حررت في أول سبتمبر سنة ١٩٧٥ من أربع نسخ أصلية )
نتائج واثار الاتفاقية :
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
بموجب هذه الاتفاقية التزمت مصر بعدم اللجوء إلى القوة أو الحصار البحري ووافقت على مرور البضائع والسلع غير العسكرية المتجهة إلى إسرائيل عبر قناة السويس وبرغم أن إسرائيل قد وافقت على الانسحاب إلى خط جديد يبعد ما بين ٢٠ إلى ٤٠ ميلاً عن القناة تكون بمثابة منطقة عازلة تتواجد فيها قوات الأمم المتحدة وقيام إسرائيل بتسليم ممري متلا والجدي للأمم المتحدة وتسليم حقول بترول أبو رديس لمصر إلا أن هذا الاتفاق قد حقق عدة مكاسب إستراتيجية لإسرائيل ففضلاً عن المساعدات المادية والعسكرية التي حصلت عليها من الولايات المتحدة مقابل توقيعها على هذا الاتفاق .
● قوضت هذه الاتفاقية خيار الحرب لدى السادات فقد أصبح في ظلها حبيس اتفاق لا يمكن أن يحل محله غير معاهدة صلح مع إسرائيل كما جاء بالمادة التاسعة منها وقد تعهد السادات ضمنياً بإنهاء حالة العداء لإسرائيل طبقاً للمادة الأولى والثانية كما تعهد لكيسنجر بالامتناع عن الاشتراك في القتال في حالة قيام سوريا بمهاجمة إسرائيل في مقابل تعهد من كيسنجر للسادات بأن الولايات المتحدة سوف تسعى للعمل على إجراء مفاوضات أخرى بين سوريا وإسرائيل حول مرتفعات الجولان ونقل كيسنجر أيضاً للسادات تعهداً من إسرائيل بعدم مهاجمة سوريا.
انتهت الحرب رسميا بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك في ٣١ مايو ١٩٧٤ حيث وافقت إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة لسوريا وضفة قناة السويس الشرقية لمصر مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية وكان من أهم نتائج الحرب :
- استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس وعودة الملاحة بها فى يونية ١٩٧٥.
- مهدت الطريق لاتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل والتي عقدت في سبتمبر ١٩٧٨ م على إثر مبادرة أنور السادات التاريخية في نوفمبر ١٩٧٧ م وزيارته للقدس .
- استرداد جميع الأراضي في شبه جزيرة سيناء واسترداد جزء من مرتفعات الجولان السورية بما فيها مدينة القنيطرة وعودتها للسيادة السورية.
ومن النتائج الأخرى تحطم أسطورة الجيش الإسرائيل الذى لا يقهر والتي كان يتغنى بها القادة العسكريون في إسرائيل .
