كتبت// نجلاء عبد الوهاب
عشرون عامًا من الزواج.. ثمانية أبناء ست بنات وولدين
قال الزوج – وهو يعمل "شيف حلواني" نهارًا، وحمّال بضائع على "تروسيكل" ليلًا – إنه عاش مع زوجته حياة مستقرة حتى قرر شراء شقتين، وكتب باسميهما باسمها وحدها. لحظة يصفها بأنها كانت نقطة التحوّل الكبرى؛ فبعد أن كانت شريكة عمره، تحوّلت – بحسب روايته – إلى خصم دائم، لا يمر يوم بلا خلاف أو شجار.
أضاف المتهم أن زوجته كانت تمسك زمام كل شيء، تتحكم في دخله من عملين شاقين، لا تهتم به، ولا تمنحه اعتبارًا. ومع تراكم الغضب والمرارة، وصل الأمر في يوم الواقعة إلى ذروته، حين نشبت مشاجرة عنيفة بينهما داخل الشقة، انتهت بقرار مميت.
يروي المتهم بصوت متقطع:
"هي كانت عايزة تطردني من البيت اللي عشت فيه عمري معاها.. مسكت البنطلون بتاعي، لفيته على رقبتها من ورا.. لحد ما وقعت قدامي ما بتتحركش."
لم يكن في الحسبان أن الطفلة الكبرى، ذات التسع سنوات فقط، ستتحول إلى شاهدة على المأساة. فقد هرعت الصغيرة مذعورة إلى نقطة الأمن، تلهث وتصرخ:
"بابا قتل ماما!"
خلال دقائق، كانت قوات الشرطة تقتحم المكان.. جثة الزوجة ملقاة، والزوج في حالة صدمة لا يصدق ما اقترفت يداه. ليجد نفسه بعد عشرين عامًا من الزواج خلف القضبان، متهمًا بقتل شريكة حياته وأم أطفاله الثمانية.
قضية هزت قنا.. جريمة بين أربعة جدران، بطلها أب، وضحيتها أم.. أما الشهود، فهم أطفال صغار لم يعرفوا من الدنيا سوى مشهد يطاردهم العمر كله.