JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

قطر بين التناقض والخيبة من ممول لإسرائيل وأمريكا إلى مستهدَف من قواعدها



بقلم / احمد حسن

  

في مشهدٍ يثير الدهشة والغضب معًا، خرج وزير الخارجية القطري ليدين الهجوم الإسرائيلي الجبان الذي انطلق من قواعد عسكرية على أرض قطر نفسها، واستهدف منشآت سكنية لقيادات حماس. فكيف تُدان الضربة في الوقت الذي خرجت فيه من أرضٍ يفترض أنها تحت سيادة قطر

منذ سنوات، جعلت قطر أرضها حاضنة لأكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط العديد هذه القاعدة لم تكن يومًا مجرد وجود رمزي، بل مركز قيادة وعمليات للطائرات التي تتحرك كيفما شاءت واشنطن، واليوم رأينا كيف تُستخدم المنصات العسكرية هناك لتوجيه ضربات تخدم إسرائيل مباشرة. فأين السيادة التي يتغنى بها المسؤولون القطريون

قطر أنفقت مليارات الدولارات لتلميع صورتها في الغرب، من دعم لوبيات سياسية في واشنطن، إلى شراء النفوذ والتأثير في عهد ترامب، وحتى فتح قنوات مباشرة مع إسرائيل تحت غطاء دعم غزة. لكن هذه الأموال لم تحمها من أن تُستَخدم أرضها نفسها منصة لضرب المقاومة الفلسطينية! وكأن السحر انقلب على الساحر.

على مدار السنوات الماضية، لعبت قطر دور الوسيط الموثوق بين حماس وإسرائيل بغطاء أمريكي. أرسلت الأموال إلى غزة، لكن بإشراف وتنسيق مع تل أبيب. واليوم، حينما تُستهدَف قيادات حماس من قواعد أمريكية على أرض قطر، يصبح السؤال مشروعًا: هل نحن أمام مسرحية جديدة بين إسرائيل وقطر وأمريكا أم أن قطر مجرد أداة تُستعمل وقت الحاجة

بينما ضخت قطر أموالًا في ملفات جانبية وأحيانًا ضد دول عربية كبرى مثل مصر، تخلت عن أن تكون سندًا حقيقيًا للعرب. ولو أنفقت ربع ما أنفقته على شراء الولاءات الغربية في دعم مشروع عربي موحد، لكان الموقف مختلفًا.

منذ  فخ 7 أكتوبر ومصر هي الدولة التي نادت دائمًا بتوحيد الصف العربي ورفضت أن تكون ورقة في يد الغرب أو ألعوبة في مخططات مشبوهة. مصر اختارت طريق الكرامة والسيادة، بينما دول أخرى  وعلى رأسها قطر  اختارت طريق التحالفات مع واشنطن وتل أبيب. والنتيجة أن اليوم تُضرب قطر بما رعته بيدها.

ما حدث ليس مجرد ضربة عسكرية، بل فضيحة سياسية تكشف حقيقة الدور القطري: دولة قدّمت نفسها كراعٍ للقضية الفلسطينية، بينما هي شريك في فتح الأبواب أمام إسرائيل وأمريكا. واليوم، تُضرب في عقر دارها بما رعته هي بيدها. فهل هي خيانة مكشوفة؟ أم ملعوب كبير بين قطر وإسرائيل وأمريكا؟ في الحالتين، الخاسر الأكبر هو القضية الفلسطينية والعرب جميعًا، بينما مصر تظل ثابتة على موقفها التاريخي: الدفاع عن العروبة ووحدة الصف العربي وعدم تهجيرالفلسطينيين مهما كانت التضحيات وحدود مصر خط أحمر

author-img

JOURNALEST

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة