الشعور بالاحباط، يجعلك في قمة الإدراك ، أن هناك خطب ما! من فوهة العدم ستسحبك كل الذكريات، إلى الدروب و المسالك، سوف تسأل و بحوزتك الاجابة، هي مرآة ترى فيها قيمة من أنت
لا داعي لأن تدرك أنك كنت على الخطأ أو كنت على صواب، هو شرود في معالم ، الوعي و الفهم، متاهة هذا السؤال ،يقول العقل ما يفهم وما لا يفهم، فتحيل نفسك على تلك التجارب، بدءا من الولادة إلى غاية النهاية، بمختصر الحياة،
من أنا؟ تيار متردد ، نهج فلسفي، محور نقاش، أطروحة في رفوف المكتبات ، أم سوى حروف لكلمات، شقت هذا العالم المظلم، الذي يعيش فيه كل الأحياء، حضارة لكل الاصوات المغلوبة، أم ناقوس مآذن الأغبياء
حين ترى النور، و تلبس ثوب الثاثار، و تقتل أبرياء باقي الدار، بميثاق حروف الأبجدية ، حين تتوسد الأنهار و تسبح عكس التيار، بسفينة خرقاء، حين تسأل هذا السؤال من أنا؟ حثما تعرف الإقرار بكل ذنب ارتكب في حق هذا الإدراك،
لم أقتبس أسرار الكتاب، و لم أسرق الوعي و الفهم، فثذي العلم سد جوع الجهل، فالولادة كانت نطفة، ثم جاءت تلك النقطة التي وضعت نهاية هذا السؤال من أنا؟
حضن و صفعة ، ثوب يكسي جسد عريان، ولحظة تختزل كل معاني الوفاء، ليأتي في النهاية سموم حر لعنوان كان يا ما كان، و يكتب بزيف كان فنان، كان جبان، كان كفن لإنسان، تغرب عن كل الأوطان، بما فيها ذاك السؤال من أنا؟
لقد تعبت و تكلل فشلي في أن كون من أنا؟ لأنني حقا تهت عن نفسي، وعن إدراكي و ووعي و فهمي ، بأنني حقا أنا هو أنا ولا أحد سواي في هذا كله،
مقتطف من جنون
.بقلمي أبو سلمى مصطفى حدادي.