بقلم:حزين عمر
نقف الآن على حافة المواجهة ..ولا أبادر بالفتوى عمن يطلق الرصاصة الأولى !! ولا ما أعددنا لهم "من قوة ومن رباط الخيل" ..وما أعد لنا "الصهيوأمريكان" من تآمر وخطط عدوانية وتوسعية ؛بالتعاون مع بعض خونة الأعراب!!
ليس لي ؛ ولا لأمثالي - من غير المتخصصين - أن ندلي بدلونا في هذه المعمعة التي تغرق وسائل التواصل الاجتماعي..لسببين: الأول : أننا لا نملك دلاء لندلي بها !! وإن امتلكناها في هذه الحالة فهي دلاء مخرومة!! ..الثاني: أننا طوال نصف قرن تقريبا ننادي باحترام التخصص ؛ وترك الأمر لذويه ..في الاقتصاد وفي الثقافة وفي الإعلام وفي الإدارة وفي التعليم وفي السياسة..ونحن الآن بصدد أمر جلل ومصيري ؛ وهو الشأن العسكري المباشر مع عدو تاريخي : عداؤه لنا يمتد حوالي ثلاثة آلاف عام ..منذ أن كان أجداده عبيدا لنا في مصر ؛ولا حلم لهم إلا الفكاك من العبودية والهروب من وطننا ..فدبروا أمرهم بليل ؛ واتفقوا مع نسوتهم - ودائما يصدرون النساء ويتاجرون بهن!! - على استعارة حلي المصريات ؛ كل جارة من جارتها ؛ بدعوى حضور احتفالات زفاف بها!! وجمعن ذاك الذهب ؛ وهربن مع سائر القوم!!..فارتكب هؤلاء الأعداء جريمتين : أنهم عبيد آبقون من سادتهم..وهذه جريمة كبرى في تلك العصور ؛ وحتى مائتي عام مضت ..والجريمة الثانية أنهم لصوص : سرقوا ذهب المصريين وخانوا الأمانة ..ثم حولوا هذا الذهب - على يد هارون طبقا لرواية العهد القديم والسامري طبقا لرواية القرآن الكريم - حولوه إلى ثور؛ وعبدوه!!
عبيد ..آبقون !!
يرتكبون كل جريمة تدينها البشرية؛ وتأباها النفوس السوية ؛ ثم يغلفونها بغطاء ديني !! فيقول سفر الخروج - الإصحاح الأول :(١٣فاستعبد المصريون بني إسرائيل بعنف .١٤ ومرروا حياتهم بعبودية قاسية في الطين واللبن وفي كل عمل في الحقل.) ..فهم طبقا لمعتقداتهم عبيد للمصريين ؛ ويكلفهم المصريون بالأعمال الدنيا ؛ أي ضرب الطوب اللبن من الطين ؛ وبعض أعمال الحقل ..ولا دور لهم - كعبيد - ولا علم ولا خبرة إلا هكذا..طبقا لعقيدتهم...
وفي الإصحاح الثاني من سفر الخروج:(٢٣وحدث في تلك الأيام الكثيرة أن ملك مصر مات . وتنهد بنو إسرائيل من العبودية وصرخوا؛ فصعد صراخهم إلى الله من أجل العبودية) ..فكيف يتحرر العبيد في ذاك الزمن ؟! لا بالهروب من سادتهم ؛ بل بشراء أنفسهم ؛ أو بعتق سادتهم لهم ..وليس ثمة وسيلة أخرى ..فهل التزم هؤلاء العبيد بتلك "القوانين الدولية" حينذاك؟!! ..لقد هربوا تحت ذاك الغطاء الديني التوراتي !! يقول سفر الخروج - الإصحاح الثالث :(٢١وأعطي نعمة لهذا الشعب في عيون المصريين . فيكون حينما تمضون أنكم لا تمضون فارغين . ٢٢بل تطلب كل امرأة من جارتها ومن نزيلة بيتها أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثيابا ؛ وتضعونها على بنيكم وبناتكم فتسلبون المصريين .)!! فلا تزين لهم عقيدتهم أن يكونوا عبيدا آبقين فحسب ؛ بل أن يكونوا لصوصا وخائنين للأمانة كذلك !! ..فيسرقون ذهب المصريات ؛ بعد استعارته بحجة التزين لحضور حفل ما ؛ قبل أن يهربوا جميعا .. سرقوا الذهب والفضة وحتى الملابس !! كانوا عبيدا فقراء عرايا لصوصا خائنين للأمانة كذابين!! تحت غطاء العقيدة!!.
هربوا آبقين من سادتهم المصريين ؛ ولم يتوقف أذاهم عند ما ارتكبوه من جرائم إنسانية ؛ بل أرادوا سرقة أكبر وأوسع من الذهب والفضة:(١٧فقلت أصعدكم من مذلة مصر إلى أرض الكنعانيين والحثيين والأموريين والفرزيبن والحويين واليبوسيبن ؛ إلى أرض تفيض لبنا وعسلا.) طبقا لمقولة "الخروج" - إصحاح ٣ ..فهذه السرقة التالية لسرقة الذهب هي سرقة أرض كنعان - أي فلسطين - وما جاورها ..والنص التوراتي هنا حاسم بأن هذه (أرض الكنعانيين) لا أرضهم ..وهم قدموا إليها هاربين سارقين لها بدون حق ؛ إلا هذا التبرير الديني لسرقة أرض الآخرين وأوطانهم!! لم تقل الآية :(أرض العبرانيين) أو (أرض بني إسرائيل) . بل أرض كنعان.
إعادة المسروقات !!
فإذا ارتفعت أصوات اللصوص القدامى الجدد ؛ بادعاء أن فلسطين أرضهم - طبقا لوعود التوراة - فعليهم أن يلتزموا كل ما أكدته التوراة : أنهم عبيد للمصريين ؛ ولم يتحرروا أبدا برضا سادتهم ؛ بل هربوا بليل!! وأنهم سرقوا ذهبنا وفضتنا ؛ وعليهم أن يعيدوا ما سرقوه وأن يشتروا أنفسهم من سادتهم المصريين!!
أما إذا أدانوا هذه المقولات التوراتية ؛ وأنفوا أن يتصرفوا بناء عليها كلها - لا بعضها - فليس أمامهم في زمننا هذا إلا (القانون الدولي والإنساني) ..وهذا القانون الدولي أدانهم ؛ من خلال محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية..وأصبح كبار قادتهم مجرمي حرب ينبغي القبض عليهم ومحاكمتهم وسجنهم ..والقانون الدولي أكد أنهم يمارسون التجويع والقتل والإبادة الجماعية لأصحاب الأرض: الكنعانيين/الفلسطينيين ؛ في غزة والضفة الغربية.
*****
من يطلع على تاريخ هذه (الزمرة) وعقائدهم وطبائعهم ؛ يدرك أن بعضهم - في زمننا هذا - لا يطبقون هذه المفاهيم العنصرية والإجرامية المعادية للبشر والمتلبسة ثوب العقيدة .. وهؤلاء البعض مسالمون ؛ يرفضون الاستيلاء على أوطان الغير ؛ ويرون أن أي أرض يقيمون فيها مع أهلها هي أرضهم ووطنهم ؛ لا فلسطين ..
أما الأكثرية من هؤلاء (الزمرة) فهم متماهون مع أضاليل الصها ينة وعنصريتهم وتوظيف الغرب لهم ؛ للتخلص من اليهو د لديهم ..هذه الأكثرية هي التي استولت على أرض كنعان/فلسطين ..وهي التي تبيد الآخرين - وتنال الثواب على إبادتهم!! - ويلحق بها عقاب إلههم إذا أحسنوا إلى أهل الأرض هؤلاء!!
هذه الزمرة الإجرامية العنصرية المعادية للبشرية كلها؛ لا جدوى من التحاور معهم ؛ ولا أمل في تخليهم عن عنصريتهم ؛ إلا بتخلي الغرب عنهم - كمشروع غربي استعماري - ولا سلام معهم إلا بالقوة ..وعند "القوة" هذه نخلي نحن - كأهل رأي وفكر - الساحة لأهل الاختصاص ؛ من قواتنا المسلحة : إذا حاربوا فنحن خلفهم ومعهم ؛ وإذا هادنوا فهم أدرى بشئون الوطن في هذه المهمة القومية..فنحن نثق في جيشنا ثقتنا في أنفسنا.. حزين عمر