JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

سقوط العولمة في العالم الثالث: نهاية وهم الانفتاح؟

 

بقلم الاعلاميه دكتوره غاده قنديل
شهد العالم منذ تسعينات القرن الماضي موجة جارفة من العولمة، رُوِّج لها باعتبارها البوابة الذهبية أمام الدول النامية للانطلاق نحو التنمية والازدهار، من خلال جذب الاستثمارات الأجنبية والانفتاح على الأسواق العالمية، وتبادل المعرفة والتكنولوجيا. غير أن الواقع أثبت أن هذه الوعود كانت في كثير من الأحيان أقرب إلى سراب اقتصادي منه إلى حقيقة قابلة للتحقق.
العولمة: مشروع لم يخدم الجميع
العالم الثالث دخل لعبة العولمة من موقع الضعف. فبينما استفادت الدول الكبرى من توسيع أسواقها، وهيمنة شركاتها العملاقة، ظلت معظم دول الجنوب العالمي مجرد مورد للمواد الخام ومستهلك للمنتجات المصنعة. وبذلك تعمقت التبعية الاقتصادية بدلًا من الاستقلال، وارتفعت معدلات البطالة والفقر رغم شعارات "التنمية المستدامة" التي رفعتها المؤسسات الدولية.
الأزمات تكشف الوهم
الأزمات المالية التي ضربت العالم خلال العقود الأخيرة أظهرت هشاشة الدول النامية.
في الأزمة الآسيوية (1997) انهارت عملات واقتصادات بسبب الاندماج المفرط في السوق العالمي.
الأزمة المالية العالمية (2008) أظهرت أن أي هزة في البورصات الأمريكية أو الأوروبية سرعان ما تنتقل إلى دول لا حول لها ولا قوة.
جائحة كورونا (2020) عمّقت الأزمة، حيث أغلقت الحدود، وانهارت سلاسل التوريد، ووجدت الدول النامية نفسها عاجزة عن تأمين الغذاء والدواء دون الاعتماد على الخارج.
سقوط العولمة: من الاقتصاد إلى الثقافة
لم يكن السقوط مقصورًا على الجانب الاقتصادي فقط، بل امتد إلى الهوية والثقافة. فمحاولات فرض النموذج الغربي الموحد اصطدمت بمقاومة في المجتمعات العربية والإفريقية والآسيوية، التي رأت في العولمة تهديدًا لقيمها ودينها وتقاليدها. وهكذا تحول الانفتاح الثقافي إلى صراع على الهوية، عزز من النزعة القومية والبحث عن الأصالة.
ملامح المرحلة الجديدة
اليوم، العالم الثالث يتحرك في اتجاه مختلف:
الاعتماد على الذات: دعم الزراعة والصناعة المحلية.
التكامل الإقليمي: تفعيل التعاون الإفريقي والعربي واللاتيني.
التوجّه شرقًا: تعزيز الشراكات مع الصين وروسيا والهند، كبدائل عن الهيمنة الغربية.
المطالبة بعولمة عادلة: تقوم على التوازن، واحترام السيادة الوطنية، بدلًا من التبعية.
الخلاصة
العولمة لم تسقط كليًا، لكنها فقدت بريقها في العالم الثالث. ما كان يُسوّق له كطريق للحرية والرخاء، تحول إلى وسيلة جديدة للهيمنة الاقتصادية والثقافية. واليوم، لم يعد السؤال: كيف نندمج في العولمة؟ بل أصبح: كيف نعيد صياغة علاقتنا بالعالم بما يحفظ استقلالنا وكرامتنا؟
سقوط العولمة في العالم الثالث: نهاية وهم الانفتاح؟

عبدالعظيم زاهر

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة