JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
recent
عاجل
Startseite

العبقرية ليست شعبية جماهيرية ديمقراطية!! ولذا لم تستطع أية ممثلة أن تكون زعيمة كوميدية ؛ أو نجما مطلقا في هذا المجال

 


كتب / حزين عمر 

انطباعات فنية 

زعماء الكوميديا..ممنوع السيدات !! 

الرجال تفوقوا على النساء ..في أدوارهن الساخرة!! 

----------------------------------------------------- 

فنون الإضحاك متعددة المسميات والدروب.. وما "النكتة" إلا فرع واحد منها ؛ ربما كان الأسهل والأفقر!! فالنكتة سهلة المأخذ ؛ وليدة لحظة تبدو مفاجئة ..ولذا فمؤلفوها كثيرون ؛ وكان من أشهرهم نجيب محفوظ !! في جو المقاهي الشعبية والراقية كذلك : قشتمر؛ علي بابا؛ قصر النيل..وغيرها.

ومن الجيل السابق على نجيب محفوظ ؛ هنالك الشيخ عبدالعزيز البشري وحافظ إبراهيم الذي ذهب مرة لزيارة البشري ؛ وكان البشري جالسا في حديقة منزله ؛ فنظر إلى حافظ وقال: الواحد نظره ضعف يا حافظ ..تصدق كنت شايفك وانت جاي من بعيد واحدة ست؟! فرد عليه حافظ: فعلا والله يا عبدالعزيز..أنا كمان من بعيد كنت فاكرك راجل !! وهنالك الدكتور محجوب ثابت وأمير الشعراء أحمد شوقي الذي أبدع قصيدة طويلة في عن (براغيث محجوب ثابت)!! 

                            أشعب..الطماع !!

أما الفنون الأخرى غير النكتة ؛ فهي مثلا : القصة الساخرة ؛ الدعابة؛ سرعة البديهة وحسن التخلص ؛ القفشة؛ المقلب؛ حكايا القراء والطماعين والبخلاء..وفيهم ترك لنا أبوعمرو الجاحظ كتابه (البخلاء) ..ويروى في الطمع والطماعين أن "أشعب" أراد أن يصرف عنه الأطفال الذين يطاردونه ويعبثون به ..فقال لهم: اذهبوا يا أولاد إلى غرب البلد ..هنالك وليمة كبيرة .. فجرى الصبية جميعا إلى حيث قال.. بينما وقف هو يفكر : لم لا تكون هنالك وليمة فعلا ؟؟!! ووضع ذيل حلبابه في فمه وانطلق جريا خلف العيال !! 

وفي زمننا هذا هنالك الشعر الحلمنتيشي ونجومه الكبار ؛ أمثال صديقنا شوقي أبوناجي - رحمه الله!!- والدكتور مصطفى رجب ؛ مد الله في عمره..

ثم فن الكاريكاتير وأبطاله: طوغان ؛ زهدي؛ اللباد؛ حجازي ؛ دياب ؛ مصطفى حسين ؛ تاج؛ حسن حاكم ؛ محمد حاكم؛ نبيل صادق ؛ محمد عمر.... 

                              بفعل فاعل!! 

في كل هذا تغيب المرأة ؛ أو تغيب بفعل فاعل!! فلا مقاهي شعبية للنساء يجلسن عليها مع كرة الشيشة!! ولا حلقات سمر وسهر تجمعهن ..وحتى لو أنجزت بعضهن شيئا من الكتابة الساخرة ؛ فقد لا يلتفت إليها ؛ وقد لا يتداولها أحد!! بل قد لا يستسيغها المجتمع منها!! فالمرأة الهازلة ليست محل إعجاب الرجال!! 

لكن فنا هو الأحدث والأكثر تأثيرا ؛ تسللت إليه المرأة ؛ برضا الرجل أو رغم أنفه!! وساهمت فيه بنصيب وافر ..إنه فنون الكوميديا..أي السخرية عبر الأفلام والمسرحيات والمسلسلات والسهرات الدرامية ..وبمناسبة نجوم الكوميديا المتفرغين لها -غالبا - لاحظت أن الأكثر جذبا لاهتمام المتلقي وإطلاق ضحكاته ؛ هو الممثل المحسوب على الأعمال الجادة والتراجيدية ..حينما يتجه إلى تجسيد الكوميديا..فمثلا أبدع يوسف وهبي في فيلم (إشاعة حب) ..فكان كوميديان لا يضاهى ؛ وهو سيد التراجيديا..وكذلك كان أحمد مظهر:الجاد شكلا ومضمونا ؛ في (الأيدي الناعمة) ..إنها كوميديا الموقف لا الهزل والفارس ؛ أو استغلال العيوب الخلقية للبشر!!

المرأة في هذا الخضم الهائج ؛ثبتت أقدامها بثقة ..لأن لها أدوارا محجوزة لا يصح أن يؤديها الرجال ؛ كدور الحماة ودور الغانية والراقصة ودور الزوجة النكدية!! وقد نحتت الفنانات ماري منيب وشويكار وعبلة كامل وسهير البابلي وإسعاد يونس وماجدة زكي ولبلبة وانتصار أسماءهن في قلوب المشاهدين بأدوارهن الخفيفة الروح وسريعة الأداء ؛ وأجدن فيها.. وإن قدمت "زعيمة المسرح" سميحة أيوب دورا ساخرا جدا وكئيبا جدا في فيلم:(تيتة رهيبة) مع محمد هنيدي : حفيدها في الفيلم وحفيدها فنيا كذلك. وهو نفس موقف يوسف وهبي وأحمد مظهر الجادين والقامتين العاليتين ؛ في الأعمال غير الساخرة. 

                           سنيدة .. لا أكثر !! 

لكن الواقع أن هذا الأداء النسائي الرائع في الكوميديا ؛ لم يصنع من إحداهن بطلة مطلقة ؛ ولا زعيمة في الأداء الساخر !! وبقي هذا الفن طوال تاريخه تنتقل زعامته من علي الكسار ونجيب الريحاني إلى إسماعيل ياسين ومحمود شكوكو إلى عبد المنعم مدبولي وفؤاد المهندس إلى محمد عوض وعادل إمام وأبناء جيله: سعيد صالح وسمير غانم وجورچ سيدهم والضيف أحمد وأحمد بدير والمنتصر بالله ... ولا تستطيع سيدة أن تخترق هذه الزعامات الكوميدية ؛ على الرغم من أن فن الكوميديا لا يمكنه الاستغناء عنهن . لكن تظل المرأة سنيدة أو حاجزة للدور الثاني والثالث!!

هذه الظاهرة لا تعني أن المرأة مظلومة أو مضطهدة !! لأن بعضهن بطلات مطلقات بدون منازع في أدوار أخرى : فاتن حمامة ؛ ليلى مراد؛ شادية؛ مريم فخرالدين ؛ سعاد حسني ؛ سهير البابلي...وقبلهن في التمثيل - رغم أدائها العادي - السيدة أم كلثوم..فهن يمتلكن ما لا يملكه الرجل: إما القدرات الصوتية الغنائية العالية : أم كلثوم وليلى مراد وشادية ..أو موهبة الأداء والاستعراض والجمال الآسر : كسعاد حسني وفاتن حمامة ومريم فخر الدين ونجلاء فتحي وسهير البابلي..أما أدوار الكوميديا فنادرا ما تتمكن المرأة من تقديم قدراتها التي تتفوق فيها على الرجل ..فقد تكون (عائشة الكيلاني) من ناحية الشكل!! 

ونلاحظ كذلك أن بعض الرجال يتفوقون على المرأة نفسها حين يؤدون أدوارا نسائية : إسماعيل ياسين وسمير غانم وسعيد صالح وعبد المنعم إبراهيم مثلا!! وحتى في دور المرأة الصعيدية الخشنة العنيفة الذي أداه عادل إمام!! وأظن هذه الأدوار لو أسندت للمرأة ؛ ما أجادت فيها كما أجاد الرجال أنفسهم!!

NameE-MailNachricht