بقلم / عصران الراوي
تواصل مصر إرسال قوافل زاد العزة إلى قطاع غزة في مشهد يؤكد أن الدعم المصري للشعب الفلسطيني ليس وليد اللحظة بل هو التزام استراتيجي متجذر في عقيدة الدولة المصرية وجاء انطلاق الفوج الثاني من القافلة الخامسة والثلاثين ليضيف فصلا جديدا في سجل ممتد من المواقف المشرفة حيث تتوالى القوافل المصرية دون انقطاع لتكسر الحصار وتثبت أن غزة ليست وحدها
هذه القوافل التي تحمل الغذاء والدواء والمستلزمات الطبية ليست مجرد مساعدات إنسانية بل هي رسائل سياسية بليغة رسالة أولى إلى الشعب الفلسطيني بأن مصر كانت وستبقى السند والعمق الاستراتيجي ورسالة ثانية إلى الاحتلال الإسرائيلي بأن سياسة التجويع والعدوان لن تكسر إرادة الفلسطينيين ورسالة ثالثة إلى المجتمع الدولي بأن القاهرة تمارس دورها القومي والإنساني في وقت يتخاذل فيه الكثيرون
إن إطلاق اسم زاد العزة على هذه القوافل لم يكن اعتباطيا فهو يعكس فلسفة مصر في دعم غزة عزة في الكرامة عزة في الصمود وعزة في مواجهة العدوان ومع كل قافلة جديدة تؤكد القاهرة أن دعمها لغزة ليس رد فعل مؤقتا بل هو مسار ثابت يترجم قناعتها بأن القضية الفلسطينية هي جوهر الأمن القومي العربي وأن استقرار المنطقة لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال ورفع الحصار وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة
لقد أثبتت مصر عبر قوافل زاد العزة المتتالية أنها تتحرك على خطين متوازيين الأول إغاثي إنساني عاجل يلبي احتياجات الشعب الفلسطيني والثاني سياسي دبلوماسي يضع غزة على رأس جدول أعمال المجتمع الدولي ويمنع تهميش القضية الفلسطينية في خضم الأزمات العالمية الأخرى وهذا ما تجلى في مواقفها داخل مجلس الأمن وفي مبادراتها للتهدئة وفي إداناتها الصريحة للعدوان الإسرائيلي على غزة والاعتداءات السافرة التي طالت دولا عربية شقيقة
إن القافلة الـ 35 ليست مجرد رقم يضاف إلى سابقاتها بل هي دليل حي على أن مصر تترجم وعودها إلى أفعال وأنها ماضية في نهجها الثابت غزة لن تترك وحدها وفلسطين ستبقى في قلب أولوياتها وقوافل زاد العزة ستظل شاهدا على أن التضامن العربي الحقيقي يبدأ بالفعل من القاهرة