أبحرت وحدي في دروب متاهتي
وغفوت والليل الحزين وسادتي
شاخت خطاي على الغياب وما درت
أن الزمان يموه الخطوات
وظننت وهم الحلم بعض نجاتي
صوتي ينادي من رماد قصيدتي
وحنين دمعي موطن العبرات
ما عدت أعبر في الزحام بوجه من
كنا نسميه الصديق بذاتي
أين الذين إذا تنفس وجعنا
شدوا على أكتافنا الرايات ؟
قد كنت أؤمن أن في الإنسان نورا
يهدي السبيل ويوقظ السبات
لكنني لما عرفت حقيقتي
أدركت أن النور في الظلمات
يا أيها الزمن المرير أما كفى
قلب يمزق في يد اللحظات ؟
أحيا وأشرب من كؤوس تأملي
مرا وأرنو في المدى لشتاتي
أشتاق صوتا من زمان دافىء
كانت به الأنفاس كالرحمات
أشتاق صدرا لا يخبىء خنجرا
ويظل في غسق المدى مرساتي
لكن سأبقى رغم قسوة عيشنا
نجما يغني في ذرى الظلمات
وسأكتب الآهات شعرا خالدا
يمحو الجراح بخافق الكلمات
ما ضاع من سار الحياة بصدقه
فالصدق أسمى من جميع صفات ...
بقلمي : معز ماني