JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
recent
عاجل
Startseite

الذوق العام ليس وجهة نظر… والجدل حول حفل راغب علامة ناقوس خطر

 



بقلم . عبدالحميد نقريش:
في الأيام الأخيرة، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالجدل المثار حول حفل الفنان راغب علامة، لا بسبب فنه أو أدائه، بل بسبب مشاهد التفاعل غير اللائقة التي طغت على الأجواء، وطرحت تساؤلات عميقة حول الذوق العام وحدود الرقي في مجتمع شرقي محافظ.
نحن لا نناقش هنا الفن أو الفنان، فالفن رسالة راقية إذا قُدمت بوعي واحترام للسياق الذي يُقدَّم فيه. ما نناقشه هو التجاوز الواضح للحدود التي ترسمها تقاليدنا وثقافتنا في مناسبات عامة يُفترض أن تعكس احترام الذوق العام، لا أن تتحول إلى عروض استعراضية بعيدة كل البعد عن الحياء والمسؤولية الاجتماعية.
الرقي لا يعني التخلي عن القيم
صحيح أن بعض الفتيات المشاركات في هذا الحفل قد ينتمين إلى طبقات راقية من حيث المعيشة والمظهر، لكن هذا لا يمنح أحدًا حصانةً ضد النقد إذا تجاوز حدود الذوق العام. الرقي الحقيقي لا يُقاس باللباس أو الإنفاق، بل بالتصرفات الراقية التي تراعي الذوق العام وتحترم طبيعة المجتمع. الرقي لا يُلغي الحياء، ولا يبرر السلوكيات المستفزة في الأماكن العامة.
علينا أن نعي أن لكل مجتمع خصوصيته الثقافية والدينية والاجتماعية، وما يُقبل في حفلات تقام في دول غربية لا يُقبل بالضرورة في مجتمع شرقي له جذوره وتقاليده. احترام هذه الخصوصية واجب على كل من يُقيم أو يشارك في أي فعالية عامة. الحرية الشخصية لا تعني الفوضى، ولا تعني أن نُقصي أعراف مجتمع بأكمله تحت شعار “الانفتاح”.
من الظلم أن يتحول الجدل بأكمله إلى لوم الفتيات فقط، وكأن التنظيم كان غائبًا عن المشهد. المسؤولية الأكبر تقع على عاتق منظمي الحفل، الذين كان عليهم وضع ضوابط واضحة تحترم الذوق العام وتضبط إيقاع المناسبة بما يتناسب مع طبيعة المجتمع. التنظيم ليس فقط منصة وصوت وإضاءة، بل رؤية متكاملة تحترم المكان والناس والثقافة.
ما حدث في حفل راغب علامة يجب ألا يُمر مرور الكرام. لا لأننا نهوى التصيد، بل لأننا حريصون على هوية مجتمعنا، وعلى ألا يتحول “الرقي الظاهري” إلى بوابة لفقدان البوصلة الأخلاقية. كلنا مسؤولون منظمون، فنان، جمهور، وحتى من يعلق عن إعادة توجيه البوصلة نحو ما يليق بنا وبثقافتنا. الذوق العام ليس خيارًا، بل واجبًا… والرقي الحقيقي هو أن نرتقي بسلوكنا، لا أن نعلّق القيم على شماعة الحداثة
NameE-MailNachricht