JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

الإنسان وإعادة تنظيم طريقة حياته

 


بقلم / محمـــد الدكـــروري


الحمد لله الذي أرسل رسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، والشكر له على ما أولانا من واسع كرمه وفضله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له هدى من هدى بفضله، وأضل من أضل بحكمته وعدله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المصطفى من جميع خلقه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وصحبته، وسلم تسليما ثم أما بعد ينبغي علي كل إنسان أن يشرع في إعادة تنظيم مصيره على جميع الجهات، رغم كل عائق ورغم كل مانع ورغم كل خاذل ومثبط، ويا أخي الكريم كن شجاعا وكن هادئا، فأنت قادر على الظفر، فالذين ظفروا لم يكونوا أحسن منك حالا، واعلموا أن كل تغيير يمر خلال تحقيقه، يكون بدور تكيف عسير على النفس، وشديد في معاملتها أيا كانت جاذبيته وأيا كان إغراؤه، فتغلب على شدة هذا الدور وعسره. 


وإثبت وإنتقل منه إلى غيره لا يلبث أن تتعود، ويصبح من العسير عليك أن ترجع إلى أيامك وعاداتك، وأن الذي يمارس الرياضة البدنية اليومية لا يشعر أو تمرسه بغير التعب والإسترخاء حتى إذا قضي فيها بضعة أسابيع، أصبحت حاجة لا غنى عنها، ووجد فيها لذة كلما وصل إلى وقتها الذي خصصه لها في الصباح، كذلك هو شأن كل من يحمل نفسه على تغير ما فيها من هنات وإضطرابات، فإنه يجد بعد أن يجتاز مرحلة التكيف متعة لا تعدها متعة، في محاسبة نفسه، والتشدد تجاهها في كل ما يصدر عنها من حركات وتصرفات عفوية، وعندما يصل إلى قطف الثمار من شعور بالثقة إلى هدوء إلى راحة ضمير، إلى إنتاج مادي ومعنوي، وإلى استقلال في الرأي والتصرف، يدرك أن إعتراضاته لم تكن في محلها وأن السعادة هي ما حققته وإنتهى إليه.


وننتقل الآن من المظاهر إلى الجوهر، أي من التأثير المنظور إلى اللامنظور، إلى سحر الشخصية الذي يتمثل في أعمال النفس لا في إطلالة الشخص، وهنا لن يقف الأمر عند إخضاع مظاهرك المنظورة لقواعد دقيقة فحسب وإنما يتعداه إلى أعظم فتح، يمكن لامرئ تحقيقه على أديم هذه الأرض، إلا وهو حكم الحياة النفسية والسيطرة على الذات الخفية، أي على الفكر بعبارة موجزة، وهناك على هامش الفعاليات العضوية الصامتة التي تنظم البدن ووظائف الأعضاء والحركات العصبية والدموية والتنفسية تقوم حياة داخلية أخرى هي الحياة النفسية التي يحيا بها الكائن الإنساني، وهذه الحياة معقدة متشابكة ولكن تتمثل في مظهرين قويين وهما الحساسية، أو الميول والنزعات والأهواء والكراهيات والعواطف وما شابه ذلك، وأيضا الوعي أو التمييز. 


والفكر المدروس الموضوعي والمنطق والعقل، وللحياة النفسية أصداؤها أو تأثيراتها المباشرة السريعة، وليس على أنفسنا فحسب وإنما هي ترسل أو تبث إشعاعا خاصا ينتشر في الفضاء ويمتد مع الزمن ويحظى بنفوذ معين على ألئك الأشخاص الذين يهمنا أمرهم ويهمهم أمرنا كما أن له تأثيره في العوامل العديدة التي تتجمع وتتفاعل وتولد الأحداث القريبة والبعيدة التي تنسج منها خيوط صيرورتنا المجهولة آنيا لدنيا والتي تتضح بعد وقوعها، وذلك هو التأثير اللامنظور، وكما أن نشاطك النفسي يثير أية كانت حدته مغناطيسيات وكراهيات ويخلق ممكنات ومستحيلات ومجموع هذه الأشياء يؤلف ما نسميه المغناطيس الشخصي، وهكذا نجد أن كل كائن إنساني قد وهب خاصية إشعاعية تختلف سطوعا وخمودا حسب درجة نشاطه النفسي كما تختلف نتائجها وأصداؤها حسب دقة توجيهها.

author-img

JOURNALEST

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة