بقلم دكتور مهندس
خالد محمود أبو الوفا
في وقتٍ تتسابق فيه الشعوب نحو التنمية والوعي والرقي، ما زال التدخين وباءً يحاصر العقول قبل الأجساد، ويغتال الحياة على مهلٍ قاتل. التدخين ليس مجرد عادة، بل قرار متكرر بالانتحار البطيء، يمارسه البعض رغم العلم الأكيد بأضراره الصحية والاجتماعية والاقتصادية. فكيف نحيا ونبني، ونحن نحرق أعمارنا ومالنا في لفافة دخان؟!
يؤدي التدخين إلى أكثر من 8 ملايين وفاة سنويًا حول العالم، أغلبها نتيجة لأمراض القلب، والرئة، والسرطان.
كل سيجارة تحتوي على أكثر من 7,000 مادة كيميائية، منها ما لا يقل عن 70 مادة مسرطنة.
المدخن عرضة للإصابة بـ:
سرطان الرئة والفم والمعدة والمثانة.
أمراض القلب وتصلب الشرايين.
الانسداد الرئوي والربو المزمن.
ضعف المناعة والقدرة الجنسية.
الأطفال الذين ينشأون في بيئة مدخنة أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الرئة والربو والتهابات الأذن.
الأب المدخن يقدم نموذجًا سلبيًا لأبنائه، ويزيد احتمال تدخينهم مستقبلاً.
رائحة الدخان تلتصق بالملابس والأثاث وتؤثر على راحة المنزل ونقائه.
التدخين السلبي يُعرّض المحيطين بالمدخن لنفس المخاطر تقريبًا، رغم أنهم لم يختاروا ذلك.
التدخين في الأماكن العامة انتهاك لحق الآخرين في التنفس النقي.
التدخين يُشعل الحرائق أحيانًا ويهدد الأرواح والممتلكات.
هل تعلم أن المدخن ينفق شهريًا مبلغًا يمكن أن:
يُطعم أسرة.
يشتري دواءً.
يُعلّم طفلًا.
الدول تنفق المليارات لعلاج الأمراض الناتجة عن التدخين بدلًا من صرفها على التنمية والبناء.
يجب تحويل موضوع التدخين إلى قضية وعي مجتمعي، لا مجرد توجيه أخلاقي.
نطالب بإطلاق حملة إعلامية تحت عنوان:
"أنقذ نفسك… لا تكن أنت السبب في موتك وموت من تحب."
تنظيم ندوات بالجامعات والمدارس والإذاعة بمشاركة الأطباء والمتخصصين والمدخنين المتعافين.
تشجيع القوانين الرادعة للتدخين في الأماكن العامة، ودعم برامج الإقلاع المجانية.
لست متهمًا، بل أنت بطل محتمل… فقط اتخذ القرار.
الإقلاع عن التدخين هو أقوى انتصار داخلي يمكن أن تحققه في حياتك.
ابدأ الآن، من أجل صحتك، أبنائك، مجتمعك، وضميرك.
تحيا مصر خالية من الدخان،
تحيا الأجسام النقية والعقول السليمة،
تحيا الإنسانية الواعية.
