JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

الخوف : القيد الخفي للسيطرة والهزيمة

 

في أعماق كل إنسان واد خفي، يسكنه كائن اسمه الخوف، لا نراه، لكنه يتحرك معنا، لا يمسكنا، لكنه يشلنا.
إنه ليس وهما ولا عيبا، بل غريزة، لكنها حين تنفلت من حكم العقل وتحتل مراكز القرار في الروح، وتتحول إلى سلاسل من وهم، تقيد الأقدام وتطفئ كل ومضة أمل.
الخوف في بدايته صوت تحذير، لكنه في تكراره يتحول إلى صيحة رعب، ثم إلى نمط حياة، إلى مبرر مقنع للهروب، إلى لغة داخلية تقول لنا في كل محاولة: "ماذا لو فشلت؟"، "ماذا سيقول الناس؟"، "ماذا لو خسرت؟"، "ابق حيث أنت، المكان آمن". وهكذا تبدأ المأساة ...
إن أسوأ ما في الخوف ليس وجوده، بل تغذيته. حين نرضعه بأوهام العجز، ونربيه في عتمة الكسل، ونكسوه بثياب المنطق الزائف الذي يقدس السلامة على حساب التجربة، والتردد على حساب الشجاعة.
مع الوقت، يصبح الخوف عادة، لا نقف لأنه قال لنا: اجلس، لا نحلم لأنه قال لنا، لا تجرب.
لا نبدع ، وهنا، يتحول الخوف من شعور طبيعي إلى إعاقة نفسية وعبودية داخلية، نمارسها طوعا دون أن نعلم.
الخوف ينجح حين يقنعك أن تأجيل الحلم حكمة، وأن تجاهل الرغبة عقل، وأن الصمت فضيلة، لكنه لا يخبرك أن العمر لن ينتظر، وأن الذين جازفوا وصلوا، وأن الذين رقصوا على حدود الفشل، هم الذين كتبوا أسماءهم في لوح الحياة.
متى ينتهي الخوف ؟ .
عندما تختار أنت أن تنظر في عينيه. لا أن تنكر وجوده، بل أن تمسكه من عنقه وتقول له،لقد سمعتك بما فيه الكفاية، شكرا لنصيحتك، لكني سأكمل طريقي رغما عنك .
فالفوز ليس حصيلة خالية من الخوف، بل هو ثمرة الانتصار عليه، وكل نجاح عظيم، ولد من رحم رهبة كسرت، وكل تجربة مدهشة بدأت بارتجاف، ثم استقامت على شجاعة.
الخوف عدو النجاح الأكبر .
لا الظروف، ولا المحيط، ولا الحظ. إن أكبر عدو يقف بينك وبين القمة، هو فكرة في رأسك تخبرك أنك لا تستطيع، وهي كذبة، لأنك حقا تستطيع.
ما لم تفهمه الأغلبية، أن الخوف لا يزول تماما، لكنه يهزم بالخطوة الأولى، بالحركة، بالفعل، بالكتابة، بالصعود على المنصة، بالدخول في المعركة، بالاعتراف، بالمجازفة.إنك حين تقف وتتحرك، تتغير المعادلة، لأنك حين تتحرك رغم الخوف، تتحرر.
لا أحد يهزمك أكثر من خوفك،ولا أحد ينصرك أكثر من قرارك أن تجرب رغم الخوف،اختر شجاعتك، لأن الاستسلام للخوف لا يحفظك، بل يسرق منك عمرك وأحلامك في صمت.
معز ماني
الخوف : القيد الخفي للسيطرة والهزيمة

عبدالعظيم زاهر

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة