JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
recent
عاجل
Startseite

# تصاعد التوتر النووي: هل تضرب إسرائيل المنشآت الإيرانية؟




**بقلم: أحمد فرغلي**


في ظل العداء المتواصل بين إسرائيل وإيران، يتصاعد القلق حول البرنامج النووي الإيراني الذي تعتبره تل أبيب "تهديدًا وجوديًا". يأتي هذا التقرير ليُلقي الضوء على احتمالية شن إسرائيل ضربة عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية، مستعرضًا الوضع الفني للبرنامج الإيراني، والعقيدة الاستراتيجية الإسرائيلية، ودور الولايات المتحدة المحوري، بالإضافة إلى التداعيات المحتملة لهذا العمل.

البرنامج النووي الإيراني: على أعتاب القدرة النووية


تزعم إيران أن برنامجها النووي سلمي، إلا أنها حققت تقدمًا كبيرًا يمنحها القدرة على تطوير سلاح نووي في غضون أسابيع. فاليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهو "خطوة فنية قصيرة" عن اليورانيوم الصالح للأسلحة بنسبة 90%، بات كافيًا لصنع عدة قنابل ذرية. ويؤكد معهد العلوم والأمن الدولي (ISIS) أن "وقت الاختراق" لإيران هو "صفر"، ما يعني قدرة فنية فورية في حال اتخاذ قرار سياسي.


هذا التطور الفني ليس مجرد تقدم تدريجي، بل هو خيار استراتيجي متعمد لوضع إيران على عتبة القدرة النووية. كما أن عدم تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وإخفائها لمواقع نووية غير معلنة، وإعلانها عن موقع تخصيب ثالث، يثير الشكوك حول نواياها السلمية ويؤجج المخاوف الإسرائيلية.

"عقيدة بيغن" الإسرائيلية: سابقة للضربات الوقائية


تعتبر "عقيدة بيغن" حجر الزاوية في السياسة الأمنية الإسرائيلية، وتنص على منع الدول المعادية من حيازة أسلحة نووية. وقد جسدت إسرائيل هذه العقيدة في عمليتي "أوبرا" ضد المفاعل النووي العراقي عام 1981، و"أورشارد" ضد المفاعل السوري عام 2007. هذه السوابق التاريخية تؤكد استعداد إسرائيل للعمل أحاديًا ضد التهديدات النووية المتصورة، مما يجعل عملًا مماثلًا ضد إيران أمرًا متوقعًا.

الدور الأمريكي: دبلوماسية مع خيار عسكري


تؤدي الولايات المتحدة دورًا محوريًا في هذه المعادلة، حيث تسعى للدبلوماسية لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، مع الإبقاء على الخيار العسكري مطروحًا. ورغم المحادثات المستمرة، فإن الرئيس ترامب أعرب عن شكوكه في التوصل إلى اتفاق. وتشير تقييمات الاستخبارات الأمريكية إلى أن إيران لم تتخذ بعد قرارًا سياسيًا بتطوير سلاح نووي، لكن التغييرات في صيغة هذه التقييمات تثير القلق حول تحول محتمل في الثقة الأمريكية.

محفزات التصعيد: ما الذي يدفع نحو المواجهة؟


تتعدد العوامل التي يمكن أن تدفع التوتر بين إسرائيل وإيران نحو المواجهة العسكرية، أبرزها:

* **انهيار المفاوضات النووية:** في حال فشل المحادثات، قد تتجه الإدارة الأمريكية نحو موقف أكثر حزمًا، مما يزيد الضغط على إيران.

* **المزيد من التطورات النووية الإيرانية:** استمرار إيران في التخصيب وامتلاكها لمخزون كافٍ لصنع قنابل متعددة يمثل محفزًا فنيًا حاسمًا.

* **الموعد النهائي لـ "إعادة فرض العقوبات":** انتهاء صلاحية آلية إعادة فرض العقوبات الأممية في أكتوبر 2025 قد يدفع إسرائيل للعمل قبل أن تفقد أداة ضغط دبلوماسية مهمة.

* **التهديد الوشيك المتصور من قبل إسرائيل:** ترى إسرائيل أن إيران في "موقف ضعيف تاريخيًا" بعد إضعاف وكلائها، مما قد يغريها بشن ضربة استباقية.

العواقب المحتملة: سيناريوهات خطيرة


إن شن إسرائيل ضربة عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية من شأنه أن يطلق سلسلة من التداعيات الخطيرة، تشمل:

* **رد إيراني مباشر:** قد تطلق إيران صواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل، أو تستهدف القواعد الأمريكية في المنطقة.

* **تعطيل مضيق هرمز:** تهدد إيران بتعطيل الملاحة في المضيق، مما يؤدي إلى "اضطرابات اقتصادية عالمية" وارتفاع حاد في أسعار النفط.

* **الحرب السيبرانية:** قد تصعد إيران هجماتها السيبرانية على البنية التحتية الحيوية في إسرائيل والولايات المتحدة.

* **تفعيل الوكلاء:** من المرجح أن ترد إيران عبر وكلائها في المنطقة، مثل حزب الله وحماس.

* **التصعيد النووي:** يخشى الخبراء أن تدفع الضربة إسرائيل نحو تسريع برنامجها النووي، أو الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، مما يحولها إلى قوة نووية معلنة.

التقييم النهائي: احتمالية متوسطة إلى عالية


بناءً على التحليل الشامل، يُقدر احتمال شن إسرائيل ضربة عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية بـ**متوسط إلى عالٍ** في المدى القريب والمتوسط (الستة إلى الاثني عشر شهرًا القادمة). فقدرات إيران النووية المتقدمة، والعقيدة الإسرائيلية الراسخة، وتصور تضاؤل السبل الدبلوماسية، كلها عوامل تزيد من هذه الاحتمالية.


ومع ذلك، فإن تفضيل الولايات المتحدة للدبلوماسية، ودعمها العسكري المحدود لضربة إسرائيلية، وخطر الرد الإيراني الشديد، كلها عوامل تخفف من هذه الاحتمالية.

المستقبل الغامض: بين الدبلوماسية والمواجهة


ستكون الأشهر القادمة حاسمة، خاصة مع المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران، واقتراب الموعد النهائي لـ"إعادة فرض العقوبات" في أكتوبر 2025. تظل المنطقة شديدة التقلب، مع خطر التصعيد من الصراعات القائمة واحتمال سوء التقدير. ستكون فعالية الدبلوماسية في سد الفجوة بين الطموحات النووية الإيرانية والمطالب الدولية هي المحدد الأساسي لما إذا كان يمكن تجنب المواجهة العسكرية التي تحمل مخاطر استراتيجية هائلة.


هل ستنجح الدبلوماسية في نزع فتيل الأزمة النووية الإيرانية، أم أن شبح المواجهة العسكرية سيظل يهدد استقرار المنطقة؟

NameE-MailNachricht