JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
recent
عاجل
Home

حين تختل الأدوار.. تهتز البيوت وتضيع الأجيال

 

بقلم : صبري الهلالي
مقدمة
في زحمة الحياة وضجيج الصراعات اليومية تراجعت قيمة الأسرة في مجتمعاتنا العربية والمصرية تحديدًا وبدأت معالمها تتبدل مع تغير المفاهيم وضغوط الواقع. فأصبح الرجل غائب الحضور والمرأة مُثقَلة بالأدوار والأبناء حائرين بين هذا وذاك والنتيجة جيلٌ مشتت وأسرة ضعيفة البنيان وبيوتٌ فقدت دفئها ومكانتها
في هذا المقال نلقي الضوء على أزمة توزيع الأدوار داخل الأسرة العربية وندعو لاستعادة التوازن الذي به تُبنى البيوت وتُربى الأجيال ويستقيم المجتمع
* الأب… عُد إلى مكانك
لم يعد دور الأب يقتصر على توفير المال وسد الاحتياجات المادية. الأسرة اليوم بحاجة إلى أبٍ حاضر بوعيه بعاطفته وبقدوته. فالرجل هو الركيزة التي يستند إليها الجميع وقت الشدة وهو النموذج الأول للرجولة في أعين الأبناء
حين يغيب الأب — وإن كان جسده حاضرًا — يفقد البيت توازنه
لا تسمح أن يتعلم ابنك الرجولة من الشوارع أو الشاشات
كن القدوة كن الحارس وكن صاحب الكلمة العادلة
فقوة الرجل ليست في صوته المرتفع بل في حضوره الهادئ وقراره الحكيم واحتوائه لعائلته
* الأم… فطرتك أجمل ما فيك
وسط موجات من الأفكار المستوردة والشعارات الرنانة ضاعت على كثير من الأمهات فطرتهن الجميلة
نعم أنتِ امرأة قوية وعقل مدبّر وشريكة أساسية في القرار لكنك لست مضطرة أن تصبحي الرجل والمرأة معًا
قيمة المرأة في احتضانها لأسرتها في لمّة العائلة حول مائدتها في دفء قلبها الذي يمتص صدمات الحياة عن زوجها وأبنائها دعي صراع الأدوار جانبا وكوني سندًا لا خصمًا رفيقة لا منافسة فأسرة تنعم بحكمة امرأة رحيمة أقوى من ألف بيتٍ تصرخ فيه امرأة باسم المساواة وهي تنزف وحدها
* بين الشراكة والصراع… ضاع الأبناء
حين يدخل الرجل والمرأة في سباق صامت لإثبات الذات داخل الأسرة يكون الأبناء أول ضحايا هذا السباق
فيكبر جيل لا يعرف مَن القدوة ولا مَن الحامي ولا مَن القلب الحاني جيلٌ يتعلم من الشارع ويتشكل وعيه من الشاشات وتتشوه مفاهيمه عن الرجولة والأنوثة
فكيف نلوم هذا الجيل إذا فقد الاحترام وافتقد الانتماء ولم يعرف معنى المسؤولية
* الأدوار ليست معركة.. بل تكامل
الأسرة ليست حلبة صراع بين رجل وامرأة
هي منظومة متكاملة تحتاج رجلًا يحمي ويحتوي وامرأة تدير وتساند وأبناء يتربون في ظل مودة ورحمة
حين يعرف كل طرف دوره يسير المركب بأمان وينشأ جيلٌ واثقٌ في نفسه معتزٌ بأسرته متزنٌ في مجتمعه
* دعوة لإعادة ترتيب البيوت لن يُبنى وطنٌ بأسَرٍ مهزوزة ولن يستقيم مجتمعٌ بأبٍ غائب وأمٍ مُجهدة ولن يتقدّم شعبٌ بجيلٍ ضائع بين أطلال بيتٍ كان يومًا عامرًا بالدفء فلنعد ترتيب بيوتنا من الداخل ليعرف الرجل مسؤوليته وتسترد المرأة فطرتها ويجد الأبناء في والديهم قدوة حقيقية فالأوطان لا تُبنى إلا بأسرٍ سليمة والأسر لا تُبنى إلا بالتفاهم والود والاحترام المتبادل
خاتمة
رسالتنا اليوم لكل أبٍ وأم
* عودوا إلى بيوتكم قبل أن تتيه أجيالكم
* عودوا إلى فطرتكم قبل أن تبتلعكم صراعات لا طائل منها فالحياة لا تنتظر والزمن لا يعود للوراء
* ابدأوا من الآن استعيدوا دفء البيوت وارسموا معًا ملامح جيلٍ أفضل لأن البيوت لا تهدمها الحروب بل يهدمها الصمت حين يرحل الأب والغضب حين تتعالى الأم والتشتت حين يضيع الأبناء بلا سند
حين تختل الأدوار.. تهتز البيوت وتضيع الأجيال

عبدالعظيم زاهر

Comments
    No comments
    Post a Comment
      NameEmailMessage