بقلم: ايمان الدمرانى
في كل عام، تتجدد موجة الترقب والجدل حول تنبؤات ما يُعرف بـ"المنجمين" و"خبراء التوقعات"، حيث يطلّ بعضهم على الشاشات وفي صفحات الجرائد ليزعموا أن العالم على أعتاب أحداث جلل. هذا العام، شغلت الأذهان نبوءات عديدة عن يوم 25 مايو 2025، كان أبرزها ما نسب إلى السيدة ليلى عبد اللطيف، التي ادّعت حصول تغييرات مفصلية على مستوى الكوارث الطبيعية، الاقتصاد، وحتى السياسة العالمية.
تنبؤات منزوعة الدقة
بحسب ما رُوّج عبر منصات التواصل وبعض القنوات الفضائية، فإن يوم 25 مايو 2025 كان من المفترض أن يشهد "زلزالًا عالميًا" بالمعنى الحرفي أو المجازي. توقعت التنبؤات انهيارات في بعض الأنظمة، وارتفاعًا غير مسبوق بأسعار الذهب، إضافة إلى ظهور شخصية سياسية "مُلهَمة" تغير مجرى الأحداث.
لكن واقع الأمر لم يكن أكثر من يوم ربيعي عادي، تنوعت أخباره بين الرياضي والسياسي والاجتماعي، دون أن يتحقق شيء من تلك التوقعات.
لماذا يصدّق الناس التنجيم؟
الخوف من المجهول، والبحث عن الطمأنينة وسط الفوضى، يدفعان الناس إلى تصديق التنبؤات، خاصة عندما تُقدَّم لهم في قوالب إعلامية مؤثرة. إلا أن هذا التصديق يتعارض مع العقل والعقيدة، إذ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أتى كاهنًا أو عرّافًا فصدّقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد".
في ظل تصاعد تأثير الإعلام الرقمي والفضائيات، تقع على عاتق المؤسسات الإعلامية مسؤولية كبرى في غربلة المعلومات التي تُقدَّم للجمهور. الترويج لتنبؤات لا سند لها، ليس فقط تلاعبًا بعقول المتابعين، بل تحريض غير مباشر على التواكل ونشر الخوف.
خلاصة القول
لقد مرّ يوم 25 مايو 2025، ولم يتغيّر شيء سوى إيماننا المتجدد بأن الغيب لا يعلمه إلا الله. وكل من يزعم غير ذلك، إنما يتكسب من جهل الناس، ويشعل القلق في قلوبهم دون مبرر.
فلنعد إلى الحقيقة، إلى العمل، إلى العلم، ونُغلق بوابة الوهم التي يفتحها المنجِّمون مع كل إشراقة عام.
