الشاعر أبوالنصر شله الأسواني
هَبَّتْ رِيَاحُ الْأَحْزَانِ تُمْطِرُ الْمَكَانَ بِوَابِلَ مِنْ النِّيرَانِ تُبَدِّلُ هُدُوءُ الْمَكَانِ تَصْرَخُ الْجُدْرَانُ مُلَطَّخُهُ بِدِمَاءِ الْإِنْسَانِ الْمَوْتُ يَغْلِفُ الْمَكَانَ قَشْعَرِيرُهُ الْخَوْفَ تَسْرِقُ دِفْءَ الْمَكَانِ بِرَحْلِهِ بِلَا عُنْوَانِ عُيُونِ الْأَطْفَالِ تَنَحَّتْ لَوْحُهُ الدَّمَارَ بِدُمُوعٍ أُوقِدَ عَلَيْهَا بُرْكَانٌ مِنْ صُنْعِ الْإِنْسَانِ تَطْفَىءُ مَصَابِيحِ الْجَمَالِ بِرَائِحِهِ الْبَارُودِ تُمَزِّقُ تَنَاغُمَ الْإِنْسَانِ مَعَ صَفَحَاتِ الزَّمَانِ تَسْرِقُ مِنْهَا دِفْءَ الْمَكَانِ حَنَوَاالْأَبَوَيْنِ عَلَى الْأَطْفَالِ بِسُمِّهِ عُيُونٌ كَانَتْ تَعْقِدُ الْآمَالَ تَلْهُو وَسَطَ جَنَبَاتِ الْمَكَانِ فَرَاشَاتٌ يُغْلِفُهَا الْحَيَاءُ قَبْلَ الْحَيَاهِ تَرْقُدُ مِنْهَا تَحْتَ الرُّكَامِ عُيُونُهَا تَتَسَاءَلُ أَيْنَ ضَمِيرُ الْإِنْسَانِ مِنْ أَجْلِ أَطْمَاعِ شَيْطَانٍ يُرِيدُ أَنْ يَجْلِسَ فِي صَدْرِ إِنْسَانٍ يَحْرِقُ يُمَزِّقُ يَصْنَعُ الدَّمَارَ أَيْنَ ضَمِيرُ حُقُوقِ الْإِنْسَانِ الْعَالِمُ الْمُتَحَضِّرِ يَبِيعُ أَدَوَاتِ الْمَوْتِ كَيْ يَحْيَى عَلَى رُكَامٍ مِنْ أَجْسَادِ الْإِنْسَانِ يُعَبُرُ فَوْقَهَا يَتَلَذَّذُ مِنْ مَوْتِ الْإِنْسَانِ
مع تحيات
الشاعر أبوالنصر شله الأسواني
.jpg)