JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
recent
عاجل
Home

حين تتكلم السماء : ليس كل ما يحدث في بلادنا انتقامًا لأهل غزة

 

بقلم: صبرى الهلالي
لعل من أعظم ما يبصر الإنسان في دنياه أن يتأمل ما يجري حوله من آيات وعِبر لا تتوقف. الكوارث التي تتوالى على أرض العرب والمسلمين لم تعد مجرد مشاهد عابرة أو صورًا تمر على شاشات الأخبار. أمس تحديدًا، أفاقت الإسكندرية على مشهد لم تعرفه منذ عقود. في قلب الصيف، حيث كان الناس يستظلون بأجهزة التكييف من شدة الحرارة، انقلبت السماء فجأة. عاصفة ترابية أعقبها برق ورعد وأمطار غزيرة وثلوج تساقطت على غير موعد، كأن المدينة تسكن فجأة في قلب إعصار. وفي ذات الليلة، اندلعت نيران هائلة في إمارة الشارقة، حريق ضخم أتى على الأبنية وارتفعت ألسنته شاهدة على هشاشة الإنسان مهما بلغت قوته
وبينما تتداول الناس الصور والأخبار، تعالت أصوات تربط ما يحدث بما يجري في غزة. بعضهم قال إنه انتقام من الله لخيانة القضية والبعض الآخر وجد في هذه الكوارث عقوبة تأخرت. والحقيقة أن سنن الله في خلقه أوسع من أن تُحصر في واقعة واحدة أو سبب واحد. نعم، جريمة غزة ستظل وصمة عار تطارد المتواطئين، ودماء أطفالها ستبقى لعنة تلاحق الصامتين، لكن ليس كل بلاء ينزل بنا سببه فلسطين. ولا كل مصيبة تحل علينا معناها أننا خذلنا مظلومًا في موضع ما
سنة الابتلاء ماضية في الأرض، والكون يمضي وفق مشيئة الله، وكوارث الطبيعة ليست حكرًا على الظالمين، بل حين يعم الفساد ويتهاون الناس في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويتقاعسون عن نصرة الحق تنزل البلايا رحمةً بالبعض وابتلاءً للبعض وتذكيرًا للجميع. قال تعالى ﴿وما تدري نفس ماذا تكسب غدًا وما تدري نفس بأي أرض تموت﴾. فالأقدار بيد الله وحده والحكمة عنده لا يدركها عقل ولا يصل إليها ظن
فلننظر لأنفسنا قبل أن نبحث عن مشجب نعلق عليه أخطاءنا. فلنسأل: هل نصرت الحق يومًا؟ هل وقفت مع المظلوم؟ هل أقمت العدل في بيتك؟ هل أصلحت ما بينك وبين الله؟ قال تعالى ﴿ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس﴾ فالمطر والثلج والنار والزلزال كلها رسائل إلهية لا تفرق بين أحد وإنما توقظ الغافلين وتنبه الغارقين في سكرة الدنيا
عودوا إلى الله بقلبٍ سليم وعملٍ صالح وضمير حي. فالله وحده يعلم أين الرحمة وأين العقوبة وأين الاختبار. لعل الله يرفع البلاء ويصلح الحال ويعيد للأمة رشدها
حين تتكلم السماء :  ليس كل ما يحدث في بلادنا انتقامًا لأهل غزة

عبدالعظيم زاهر

Comments
    No comments
    Post a Comment
      NameEmailMessage