أنا ابن سؤال لا ينام بداخلي
وفي القلب جرح لا يراد له برد
أجيء وفي ظهري وصايا الخنوع
كي أكون شبيه القوم لكنني فرد
أراوغ قضبان اليقين ولا أعد
يقال الخطى خطيئة إن تجاوزت
حدود الرضى لكنهم نسوا الحد
رأيت الحياة فلم أرها كما يرون
ولا الحر عبدا ولا العبد مستكين
الخطيئة الأولى بأن تفكر وحدك
وتسير عكس الصمت والركب المهين
صرت أهوى السؤال وإن كان نارا
وأكره ماء الجهل إن جاء لين
الكرامة ليست طاعة للقيود
بل تمرد ناعم في الجبين
ينادونني خائن أين إيمانك المبتلى ؟
أقول وهل الإيمان في طاعة الجهال ؟
يريدونني مثلهم صنما بغير ملامح
يمشي على الدرب دون سؤال
ولكن قلبي يفيض احتجاجا
إذا ما سكت يثور اختلالي
فيا أيها النائمون أفيقوا
الخطيئة في الصمت لا في النزال
نفوني لأني تكلمت عن وطن
يحيا بأحذية الموتى وأوهام الجهل
وقالوا تمردت قلت بل حلمت
بأرض تصلي لوجه الأمل
أنا لست إلا سجينا بنبض
يجيد التمرد رغم المحن
إذا كان ذنبي حروف حرية
فلا عفو أرجو ولا منة العفو منّ
وقد يسرق الحرف ضوء الرصاص
ولكنه يبعث المعنى من تحت دم
وقد ينكروني غدا في الطوابير
لكن سيبقى دمي في القلم
أنا الحبر إن سال نارا فصبرا
على النار تبنى كرامات أمم
فيا قارئي لا تخف من خطاياك
إن كانت تشبه صرخة حر وعلم ...
بقلمي : معز ماني