بقلم : د م خالد محمود متولي ابو الوفا
المقدمةحظيت المرأة بمكانة عظيمة في الإسلام، إذ منحها حقوقًا لم تكن تتمتع بها في الجاهلية، وجعلها شريكًا أساسيًا في بناء المجتمع. جاء الإسلام ليؤكد إنسانيتها وكرامتها، ويمنحها حقوقًا متساوية مع الرجل في العبادات، والتعليم، والحقوق الاجتماعية والاقتصادية، مع مراعاة طبيعتها الفطرية.
مكانة المرأة في الإسلام
1. المساواة في الإنسانية والتكريم
أكد الإسلام أن المرأة والرجل متساويان في الإنسانية، كما قال الله تعالى:
﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ (الحجرات: 13).
وقد كان النبي ﷺ يعامل النساء بالرحمة والاحترام، وكان يقول: "استوصوا بالنساء خيرًا" (رواه البخاري).
2. حق المرأة في التعلم والعلم
لم يحرم الإسلام المرأة من طلب العلم، بل جعله واجبًا عليها كما هو واجب على الرجل. وكانت السيدة عائشة -رضي الله عنها- من أعلم الصحابيات، وقد نقلت الكثير من الأحاديث عن النبي ﷺ.
3. حقوقها الاجتماعية والاقتصادية
الحق في الميراث: كانت المرأة في الجاهلية محرومة من الميراث، فجاء الإسلام ليعطيها نصيبًا عادلًا وفق أحكام الشريعة.
الحق في العمل: أباح الإسلام للمرأة العمل ضمن الضوابط الشرعية، وقد عملت بعض الصحابيات في التجارة والطب والتعليم.
حقها في اختيار الزوج: لا يجوز إكراه المرأة على الزواج، فقد قال النبي ﷺ: "لا تُنكح الأيم حتى تُستأمر، ولا تُنكح البكر حتى تُستأذن" (رواه البخاري ومسلم).
دور المرأة في المجتمع
1. دورها في الأسرة
الإسلام جعل الأمومة من أعظم الأدوار، وجعل بر الوالدين وخاصة الأم من أسمى العبادات، كما قال النبي ﷺ: "أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك" (رواه مسلم).
2. دورها في نشر العلم والدعوة
كانت النساء في العهد النبوي يشاركن في نشر العلم، مثل السيدة عائشة -رضي الله عنها- التي كانت مرجعًا في الفقه والحديث.
3. دورها في الحياة العامة
لم يمنع الإسلام المرأة من المشاركة في الحياة العامة، بل شجعها على الإسهام في بناء المجتمع، وفق الضوابط التي تحافظ على كرامتها واحترامها.
الخاتمة
الإسلام كرم المرأة ومنحها حقوقًا متكاملة، وجعلها عنصرًا أساسيًا في المجتمع. واليوم، من واجب المجتمعات الإسلامية الحفاظ على هذه الحقوق وتعزيز دور المرأة بما يتناسب مع تعاليم الدين، لضمان التقدم والنهضة المتوازنة.