JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
recent
عاجل
Home

الحب العظيم



بقلم : إبراهيم خليل إبراهيم

( عضو اتحاد الكتاب )

الشاعر أمل دنقل كان يعاني من الفقر ولا يملك من الدنيا سوى شعره بينما كانت عبلة الرويني من أسرة ثرية فصارحها بقوله : إنني لن أستطيع الزواج بك فقالت : سنتزوج فقال : ستشقين معي فأنا لا أملك قوت يومي فقالت : سأشقى بدونك وأنا أملك قوت غدي ٠٠ وتزوجا ومن أصدق ما قاله لزوجته : ( إنني لا أبحث فيك عن الزهو الاجتماعي ولا عن المتعة السريعة العابرة ولكني أريد علاقةً أكون فيها كما لو كنت جالسًا مع نفسي في غرفة مغلقة) ٠

يذكر أن شاعرنا محمد أمل فهيم أبو القسام محارب دنقل الشهير بأمل دنقل من مواليد عام ١٩٤٠ في قرية القلعة مركز قفط بمحافظة قنا ووالده من علماء الأزهر الشريف وسماه أمل دنقل تيمنا لمولده في نفس السنة التي حصل فيها على اجازة العالمية ورث أمل دنقل عن والده موهبة الكتابة والشعر حيث كان يكتب الشعر العمودي ويمتلك مكتبة كبيرة تضم كتب الفقة والشريعة والتفسير وكنوز التراث العربي وعندما بلغ أمل عامه العاشر رحل والده إلى الدار الأخرة فتأثر برحيله وترك مسحات من الحزن على حياته وأشعاره وبعد حصول أمل دنقل على الشهادة الثانوية حضر إلى القاهرة والتحق بكلية الآداب ولكنه أنقطع عن الدراسة حتى يعمل وبالفعل عمل في محكمة قنا وجمارك السويس والإسكندرية ثم في منظمة التضامن الأفروآسيوي ٠

الشاعر أمل دنقل عبر عن معاناته مع المرض في مجموعته الشعرية أوراق الغرفة ٨ وهو رقم غرفته في المعهد القومي للأورام والذي قضى فيه ٣ سنوات ٠

قدم أمل دنقل للمكتبة العربية ٦ دواوين شعرية ويوم ٢١ مايو عام ١٩٨٣ فاضت روحه إلى بارئها بعد معاناة مع مرض السرطان على مدار ٣ سنوات وكان معه وقت صعوده روحه إلى بارئها صديقه ورفيق دربة الشاعر عبد الرحمن الأبنودي وقرر تحمل كافة نفقات جنازته والعزاء ولكن الأسرة رفضت ٠

من أشعار الشاعر أمل دنقل نذكر قوله :

في غُرَفِ العمليات

كان نِقابُ الأطباءِ أبيضَ

لونُ المعاطفِ أبيض

تاجُ الحكيماتِ أبيضَ ٠٠ أرديةُ الراهبات

الملاءاتُ

لونُ الأسرّةِ ٠٠زأربطةُ الشاشِ والقُطْن

قرصُ المنوِّمِ أُنبوبةُ المَصْلِ

كوبُ اللَّبن

كلُّ هذا يُشيعُ بِقَلْبي الوَهَنْ

كلُّ هذا البياضِ يذكِّرني بالكَفَنْ !

فلماذا إذا متُّ ..

يأتي المعزونَ مُتَّشِحينَ ..

بشاراتِ لونِ الحِدادْ ؟!

هل لأنَّ السوادْ ..

هو لونُ النجاة من الموتِ

لونُ التميمةِ ضدّ .. الزمنْ ٠

NameEmailMessage