JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
recent
عاجل
Home

عواد وأرضه




بقلم : إبراهيم خليل إبراهيم
عضو اتحاد الكتاب
الإذاعة المصرية في الستينيات قدمت الأوبريت الإذاعي عواد واشتهر بين الناس بعواد باع أرضه وهذا الأوبريت تأليف الشاعر مرسي جميل عزيز وألحان الموسيقار كمال الطويل وإخراج أنور المشري وغناء سعاد مكاوي وسيد إسماعيل وشارك المطرب محيي الدين الخضري في أداء الزفة التي تقول كلمتها ( عواد باع أرضه يا ولاد .. شوفوا طوله وعرضه يا ولاد ) وشارك في التمثيل العديد من نجوم الإذاعة في ذلك الوقت أبرزهم صلاح منصور ومدة الأوبريت 26 دقيقة وكان الهدف الأساسي من إنتاج الأوبريت مواجهة ظاهرة بيع الأراضي التي انتشرت في فترة الستينيات وكانت جديدة تماما على الفلاح المصري .
بحثت وتوصلت إلى بلدة عواد وهى قرية كفور نجم مركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية وبما أنني من قرية السدس التابعة لذات المركز تقابلت مع كبار قرية كفور نجم وعلمت منهم أن الفلاح عناني أحمد عواد ابن القرية عام 1946 خلال العصر الملكي عرض عليه مفتش الدائرة 8 فدادين للإيجار مقابل خلو رجل وتقدم الفلاح عناني أحمد عواد ودفع 160 جنيها واستأجر الفدادين ولكن تغير المفتش وجاء آخر وطمع في الفدادين ورغب في استردادها من عناني أحمد عواد بكل بساطة لكنه قال : خد الأرض بس إديني الـ 160 جنيه اللي دفعتهم للمفتش من قبلك فتعجب المفتش الجديد من جراءة الفلاح واعتبره تحدي له وللبرنس محمد علي ومن هنا بدأت الأزمة
قرر المفتش إرسال خفراء لخروج عناني أحمد عواد من الأرض بالقوة ولكنه وقف لهم قائلا : سأقابل القوة بالقوة ولن تمروا إلا على جثتي ولم يتمكن الخفراء من التقرب منه بسبب طوله وعرضه لأنه كان صاحب بنية قوية وبعد مرور أيام قليل عاد البوليس لاعتقال عواد وترحيله إلى معتقل الطور وأثناء اعتقاله تسلم المفتش الأرض التي عجز عن الحصول عليها بخفرائه وبعد خروج عناني أحمد عواد من المعتقل رفع قضية على الأمير محمد علي وقال إنه لن يرفعها على المفتش أو الوكيل لأنهما ليسوا أكثر من دلاديل وخلال تلك الفترة كان عناني أحمد عواد تحت المراقبة وضروري أن يقضي كل لياليه في نقطة البوليس وفي إحدى الليالي قبل الفجر قالوا له : إخرج فقال لهم : ليه ؟ لسه بدري ليردوا : لازم ننضف عشان تفتيش بكره وبالفعل خرج وفوجئ بـ 10 رجال كل واحد منهم يحمل سلاحًا مختلفًا واضطر لمواجهة القتل وهو أعزل للدفاع عن نفسه ولكنه لم يتمكن أمام الغلبة وسقطًا ميتًا .. هذه هى القصة الحقيقية التي يجب أن تقدم للأجيال.
NameEmailMessage