JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
recent
عاجل
Startseite

العَازِفُ وَالْحَيَّةْ

 


للشاعر.عباس محمود عامر 

"مصر"

وعَزَفْتُ عَلى النَّايْ

تَرْقُصُ فِي غُرفَتِي حَيَّةٌ 

وتُقَاسُمِنِي العَيْشَ والمِلْحَ،

                   والفَرْحَ،

لكِنَّهَا لَحْظةَ الحُزْنِ 

تَتْركُنِي للْوسَاوِسِ 

ترْقدُ فِي وَكْرِهَا،

وتَبِيضُ لِيَ الخَوْفَ ليْلَ نَهَارْ،

يَفْقِسُ أغْرِبَةً تَقْطُفُ الثَّمْرَ 

مِنْ شَجَراتِ العُرُوبَةِ 

ثُمَّ تُدَارِي غَرَائِزَهَا 

خَلْفَ قُبَّعَةٍ ظَلْلَتْ رَأْسَهَا .

..............................

حِينَمَا بَصَقَتْ سُمَّهَا فِي وَرِيدِ الوَطنْ 

مَاتَ طِفْلِي الّذِي

أشْعَلَ الشَّمْسَ فِي ذَيْلِهَا بالحِجَارةِ 

كيْفَ يُطَاوعُ قَلْبِي حَدِيثَ المَجَالِسِ 

                  فِي المَأْتَمِ المُنْتَظِرْ ؟

آهِ .. لَمْ تنْطَفِئْ نَارِي المُحْرِقَةْ 

                         للأَبَدْ 

إنَّنِي أتَحَسَّسُ فَوقَ فرَاشِي افْتِقَادَ الوَلِيدِ،

وكيفَ أَعِيشُ بدَارٍ بَهَا حَيَّةٌ مَاكِرةْ  ..؟

تتَأَلَّمُ مِنْ ذَيْلِهَا المُنْصَرِمْ،

وتَمِدُّ الصَّرّاخَ عَلى سَفَرِ السَّنَوَاتِ 

سَفِينَاً تُزَلْزِلُ بُرْجَ الطُّيُورِ الَّتِي

               هَجَرَتْ بَيْتَنَا،

تتَسَلَّقُ رَأْسَ القَمَرْ،

ثُمَّ تَسْقُطُ فِي سُدُمِ المُنْتَهَى .

******

NameE-MailNachricht