يعد الإذاعى الشاعر محمود عبد العزيز من الأصوات الإذاعية والشعرية المتميزة في مسيرة الإعلام وعالم الإبداع وفي حديثنا معه نتعرف على مالا يعرفه القراء ٠
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
حوار :
إبراهيم خليل إبراهيم
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
قال الشاعر والإذاعي محمود عبد العزيز : علاقتى بالإذاعة بدأت خلال دراستى بالصف الأول الثانوى ولكن عشقى للإذاعة ومتابعتى لها بدأت خلال دراستى الابتدائية وفى عام 1975 أستمعت إلى برنامج " ندوات ماسبيرو الأدبية " تقديم الإعلامي صلاح الدين مصطفى وعلى رؤف وكنت فى ذلك الوقت ومازلت أكتب الشعر فقلت لزميلى الذى عرف بعدم الجدية والتهريج : سوف أراسل الإذاعة وألقى من خلالها ما أكتبه من الشعر وإذا تحقق ذلك فأنا شاعر وإن لم يتحقق ذلك فتكون قد كسبت الرهان وبالفعل أرسلت رسالة إلى إذاعة الشباب فإذا بالإذاعى صلاح الدين مصطفى يرد على رسالتى ويطلب حضورى إلى الإذاعة وبالفعل حضرت من محافظة الشرقية إلى القاهرة لأول مرة فى حياتى وكان موعد الندوة الساعة السابعة مساء وكان حضورى فى التاسعة صباحا .
في سياق متصل قال الشاعر الإذاعي محمود عبد العزيز : جلست فى الإستعلامات وهنا قال رجل الأمن : موعد الندوة فى المساء ثم سمح بدخولى لمشاهدة الإذاعة وفوجئت بالإذاعى صلاح الدين مصطفى وأمامه رسالتى وقد استقبلنى إستقبالا طيبا وكانت سعادته بموهبتى رغم صغر سنى وحرصى على كتابة الشعر ولذا تأثرت به ومازال هذا اللقاء في ذاكرتي وأيضا تعرفت على الإذاعية القديرة عديلة بشارة رحمها الله ووجدت فيها الأم ولذا أطلقت عليها " أم الشباب " .
أضاف الشاعر الإذاعي محمود عبد العزيز : طلب منى الإذاعى صلاح الدين مصطفى التجول على النيل وزيارة معالم القاهرة حتى موعد الندوة وبالفعل جلست على كورنيش النيل أمام مبنى الاذاعة خشية التوهان لأننى أول مرة أحضر القاهرة وعندما بدأت الندوة قدمنى الشاعر الكبير عبد الفتاح مصطفى وعندما ألقيت الشعر كان الزلزال ولم يصدقوا أن هذا الشاب الصغير ينفجر شعرا كالشلال ومنذ هذا الوقت لم تنقطع علاقتى بالندوات وإذاعة الشباب والإذاعيين صلاح الدين مصطفى وعديلة بشارة وعزة محيى الدين وزادت كتاباتى إلى برنامج ما يكتبه الشباب ويشاء القدر أن أقدم هذا البرنامج وأكون من أسرة مذيعى إذاعة الشباب والرياضة وقد قدمت برنامج ما يكتبه الشباب مع الإذاعية عديلة بشارة على مدار أكثر من 15 سنة وكانت حلقاتنا تذاع أيام الخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع وهذا البرنامج قدم نخبة من الموهوبين الشباب فى شتى المجالات ومنهم على سبيل المثال : الشاعر أحمد إبراهيم أحمد والصحفى والأديب الشامل إبراهيم خليل إبراهيم والشاعر أحمد الشربينى والشاعر رفعت عبد الوهاب المرصفى والقاصة ميرفت السنوسى والشاعر محمود مغربي والشاعر رضا الحسيني والشاعر يحيى زكريا والشاعرة منيرة مجاهد والصحفى طارق رمضان والمبدعة نوال رمضان والمخرج والشاعر أحمد فتح الله .
أيضا قدمت مايزيد على ألف برنامج إذاعى وأيضا تنفيذ الفترات المفتوحة والربط وقدمت من خلال ميكروفون الإذاعة عمرو دياب ومحمد رحيم وعمرو مصطفى وهذا على سبيل المثال لا الحصر .
أيضا سجلت مع الشيخ محمد حسان ولأول مرة يتحدث للإذاعة كما سجلت مع البطل محمد العباسى أول من قام برفع العلم المصرى على أول نقطة تم تحريرها خلال معارك أكتوبر 1973 م رمضان 1393 هـ وهى القنطرة شرق وأيضا مع البطل محمد المصرى صاحب الرقم القياسى العالمى فى تدمير الدبابات حيث تمكن خلال معارك أكتوبر 1973 من تدمير 27 دبابة إسرائيلية بثلاثين صاروخ وأيضا البطل عبد الجواد محمد مسعد سويلم الشهيد الحى والبطل الأسطورة الذى أشترك فى 18 عملية عبور خلف وداخل القوات الإسرائيلية خلال معارك الاستنزاف والتى بدأت بمعركة رأس العش وهذا البطل تمكن من تدير 16 دبابة و 11 مدرعة و 2 بلدوزر و 2 عربة جيب وأتوبيسا و 6 طائرات بمطار المليز وأصيب بصاروخ فبترت ساقه اليسرى وأيضا اليمنى وساعده الأيمن وفقد عينه اليمنى مع جرح كبير غائر بالظهر وبعد تركيب الأطراف الصناعية رفض الرفت من الخدمة العسكرية وأستمر حتى عبر مع رفاقه الأبطال قناة السويس فى أكتوبر 1973 م ويعد الجندى المصرى الوحيد الذى نال شرف التكريم من الرؤساء جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات ومحمد حسنى مبارك وأيضا الجندى الوحيد على المستوى العالمى الذى قاتل وهو مصاب بنسبة عجز 100 % كما سجلت أيضا وأعتز بذلك مع فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس ومصطفى أمين وهيكل وعادل إمام .
أضاف الشاعر الإذاعي محمود عبد العزيز : كنت على موعد مع الشيخ محمد الغزالى للتسجيل معه وكان الموعد الساعة العاشرة صباحا وحضرت إلى بيته بعد 7 دقائق من الموعد فاستقبلنى وقال : خذ واجبك ولكن لن أسجل فأخبرته أننى قادم من الشرقية فأعطانى موعدا آخر وحرصت على التواجد عنده قبل الموعد بحوالي 7 دقائق وخلال تسجيلى معه سألته : كيف تصف شخصيتك فى كلمتين أثنتين ؟ فقال : أنا طالب رضوان الله وبعدها بأيام قليلة أنتقل إلى الدار الآخرة .
أيضا من المواقف التى مازالت بخاطرى أذكر أننى ألتقيت مع الفنان محمود عبد العزيز فقلت له : أنا محمود عبد العزيز وأنت محمود عبد العزيز وقدرا عندى محمد وكريم وأنت عندك محمد وكريم أيضا فسجل معى محاورة لا تنسى ومن التسجيلات التى تعد سبقا أذكر أننى سجلت محاورة على الحدود المصرية الإسرائيلية مع أم على أرض مصر تتحدث مع إبنتها على الأرض الإسرائيلية والأم تقول لإبنتها : كيف حال زوجك وأولادك .. أكلتم إيه من الطعام و ... و... ؟ وأذكر من المواقف المؤثرة إننى شاهدت شخصا كان مذيعا وحدثت له ظروف صعبة وفقد عمله وأصيب بحالة مرضية وبعد أن أنتهيت من تنفيذ فترة الربط على الهواء ذهبت إلى رمسيس فى طريقى لأسرتى بالشرقية فشاهدت هذا الشخص فى هيام وموقف صعب بشارع رمسيس فكتب :
أنا لازم أغيّر من نفسي
وأعيش مع يومى مش أمسى
ده الحلم فى قلبى ومقسوم لى
أتحدى الليل بـ شروق شمسى
وإن قالوا الحزن عليك مكتوب
راح أقول الفرح كمان مكتوب
وأنا رافض حزنى
وأنا رافض يأسى
أنا لازم أغيّر من نفسي
في حواري مع الشاعر والإذاعي محمود عبد العزيز قال أيضا : كتبت مجموعة من الأغنيات لفرقة المصريين وكنت الشاعر الوحيد الذى قدمت له أغنية فى ألبوم من كلمات الشاعر الكبير صلاح جاهين وهى " لو كان بإيدى " وبعد أن أستمع لأكثر من نص شعرى كان قراره كما كتبت لنخبة من المطربين وأذكر منهم على سبيل المثال : محمد الحلو ومدحت صالح وهدى عمار ومحمد ثروت ومجد القاسم وجورج وسوف ونبيل شعيل وحميد الشاعرى ووائل جسار وأليسا وفضل شاكر وحسين الجاسمى .
وعن الميكرفون والمذيع والاتصالات والموقف الذي أبكاه قال الشاعر والإذاعي محمود عبد العزيز :
ـ الميكروفون : أمانة .
ـ المذيع : صوت الناس وإذا فقد إحساسه بهم وعدم القدرة على التعبير عنهم فهو ليس بمذيع .
ـ الاتصالات : من العناصر الفعالة فى الإعلام بصفة خاصة والحياة بصفة عامة .
ومن المواقف التى أبكتنى أننى كنت ذات يوم أسجل مع نزلاء مستشفى الأمراض النفسية وخلال تسجيلى مع نزيلة تحدثت عن نكران أهلها وتخليهم عنها فبكيت بشدة .



