JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
recent
عاجل
Home

ألم يجدك يتيماً فآوى



بقلم / محمـــد الدكـــروري


إن الجهاد في سبيل الله من أفضل القربات، ومن أعظم الطاعات، بل هو أفضل ما تقرب به المتقربون وتنافس فيه المتنافسون بعد الفرائض، وما ذاك إلا لما يترتب عليه من نصر المؤمنين وإعلاء كلمة الدين، وقمع الكافرين والمنافقين وتسهيل انتشار الدعوة الإسلامية بين العالمين، وإخراج العباد من الظلمات إلى النور، ونشر محاسن الإسلام وأحكامه العادلة بين الخلق أجمعين، وغير ذلك من المصالح الكثيرة والعواقب الحميدة للمسلمين، وقد ورد في فضله وفضل المجاهدين من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ما يحفز الهمم العالية، ويحرك كوامن النفوس إلى المشاركة في هذا السبيل، والصدق في جهاد أعداء رب العالمين، ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم، طيب المعشر، حسن الخُلق. 


وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل على أهله ألقى عليهم السلام، وإذا لم يجد الإنسان في بيته أحدا من الخلق فليسلم على نفسه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم في خدمة أهله، فكان يساعد هذه، ويساعد هذه، وكان يخدمهم، حتى إذا أتت الصلاة كما تقول عائشة رضي الله عنها "فكأنه لا يعرفنا، ولا نعرفه" وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرقع ثوبه، ويخصف نعله ويقوم بكثير من الأمور الشخصية التي ربما يأنف منها البعض الآن، فكان النبي صلى الله عليه وسلم سيد المتواضعين لله جل وعلا، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لطيف المعشر مع أهل بيته، فكان يكني نساءه بأحب الأسماء إليهن، فأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كان يتطلف لها، ويناديها بأحب الأسماء إليها، فيقول لها "يا عائش" 


وربما قال لها "يا حميراء" فكانت تفرح بهذه الألقاب، وبهذا التدليل، وهذا من هديه صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم من علامات حُسن خُلقه مع نسائه، كان يسمح لهم ببعض الترفيه المباح، فثبت في الستة النبوية أن عائشة رضي الله عنها رأت الحبشة وهم يلعبون في المسجد، فكانت تختبئ خلف ظهر النبي صلى الله عليه وسلم، وتنظر إلى الحبشة وهم يرقصون في المسجد، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لها "أشبعت؟ أفرغت يا عائشة؟" فكانت تنظر وتفرح، وكان هذا من هديه صلى الله عليه وسلم أنه يسمح باللهو المباح، ويسمح لبعض نسائه بشيء من المرح في حدود الشريعة الإسلامية، وذكرت بعض الروايات أن السيدة آمنة بنت وهب لم تجد في حملها ما تجده النساء عادة من ألم وضعف.


بل كان حملا سهلا يسيرا مباركا، كما روي أنها سمعت هاتفا يهتف بها قائلا "إنك قد حملت بسيد هذه الأمة، فإذا وقع على الأرض فقولي إني أعيذه بالواحد من شر كل حاسد، وسميه محمدا" ولما وضعته أمه خرج معه نور أضاء ما بين المشرق والمغرب، حتى أضاءت منه قصور بصرى بأرض الشام وهو المولود بمكة، وعن يوم ميلاد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم تروي أم النبي صلى الله عليه وسلم حين ولدته أنه خرج منها نور أضاءت منه قصور الشام، وأنها ولدته نظيفا ما به قذر ويقول النبى الكريم صلى الله عليه وسلم " أنا دعوة إبراهيم، وبشرى عيسى، رأت أمي حين حملت بي كأن نورا خرج منها أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام " رواه أحمد. 


وكانت الجزيرة العربية في ذلك الوقت قد انتشرت فيها عبادة الأصنام والأوثان، والإيمان بالخرافات والجهالات، كما انتشرت الأخلاف الوضيعة والعادات السيئة والتقاليد القبيحة مثل الزنى، وشرب الخمر، والتجرؤ على القتل وسفك الدماء، وقتل الأبناء ووأد البنات، أي دفنهن حيات، وذلك خوفا من الفقر أو العار، كما كان يسود التعصب القبلي الشديد الذي يدفع صاحبه إلى مناصرة أهل قبيلته بالحق أو البطل، والتفاخر بالأحساب والأنساب، والحرص على الشرف والمكانة والسمعة الذي كان كثيرا ما يفضي إلى حروب ومعارك بين القبائل تستمر سنوات طويلات، وتسفك فيها الدماء رخيصة، على الرغم من تفاهة الأسباب التي اشتعلت بسببها تلك الحروب.

NameEmailMessage