بقلم _ محمد عنانى
فى ظل إحتفالنا بذكرى إنتصار أكتوبر العظيم لنا أن نتباهى ونفتخر بأن ما حدث فى أكتوبر 1973 هو الإعجار بكل المقاييس وأى المعاير العسكرية وغير العسكرية وهو قول الحق لكل منصف أو محلل على كل المستويات ،
فكل المعطيات قبل حرب أكتوبر المجيدة وكل المؤشرات العسكرية المتعارف عليها تُحَدِثُ وتَدُل على إستحالة العبور لمانع قناة السويس المائى ولا لخط بارليف الحصين على طول خط المواجهة على الضفة الأخرى لقناة السويس المصرية ،
وفى ظل ما أعده العدو الغاشم المحتل من إستحكامات عسكرية وإعدادات وإستعدادات ووسائل منها الرادارات وأجهزة الإستطلاع والإنذار الحديثة المتطورة ومنها ما يحيل قناة السويس حال عبورها إلى جحيم ،
ناهيك عن الحرب النفسية وما أشاعه العدو الصهيونى عن نفسه بأن جيشه الجيش الذى لا يقهر وأن له الذراع الطولى فى المنطقة بما يملكه من أسطول طائرات من أحدث الطائرات إضافة للدعم الكبير من حلفائة وخاصة أمريكا .
فى ظل كل هذه المُعطيات والمؤشرات كان المصريون الأبطال بقياداتهم الوطنية الحكيمة الواعية يفكرون ويخططون فى كيفية إدارة المعركة الحتمية والضرورية والواجبة لإسترداد الأرض المُغتَصَبة والقضاء على العدو المُدعِيِ بأنه لا يهزم .
وفى يوم العاشر من رمضان الموافق للسادس من أكتوبر 1973 وفق الله سبحانه وتعالى قادتنا العِظام وجنودنا البواسل فى التخطيط والخداع وإبتكار أحدث الوسائل لإدارة المعركة وهم صائمون فنالوا النصر المؤزر ،
وسلاحهم الأقوى الإيمان بالله سبحانه وتعالى والثقة فى نصرة وتضافرت كل الجهود لتحقيق ذلك وكانت صيحات الله أكبر تزلزل كيان العدو وتقطع أوصاله فغدا جنوده بين قتيل وجريح وأسير وتهاوت أسطورة الجيش الذى يقهر فنال الذل والعار والهزيمة النكراء
على يد أبطالنا المغاوير ،
وتحقق العبور لقناة السويس المصرية ورُفِعَت راياتنا على أرضنا عالية خفاقة تُطَاول عَنان السماء وكان العبور معجزة وجب أن نتذكرها دوما ولا ننساها وخاصة أنه يُدرس فى أحدث الأكاديميات العسكرية فى العالم ،
وعلينا أن نزرع فى أبنائنا حب الوطن والدفاع عنه بكل غال ونفيس ونفديه بدمائنا وأرواحنا كما فعل فى أكتوبر أباؤنا وأجدادنا من قبل وأن يكونوا لنا وأبنائنا وأحفادنا القدوة والمثل فى البطولة والبسالة والفداء والإيثار .