بقلم مرفت عبد القادر
ملك انجلترا الذي لم يتحدث الإنجليزية ابدا ، ولم يقضي في انجلترا الا عدة اشهر من حياته
هو الملك الذي مات ودفن في فرنسا
هو الملك الذي رفض الانجاب كي لا يخلفه أحد في الحكم
هو القائد الذي اشتهر بالشجاعة وبالرغم من شجاعته وقوته قتلته نملة
هو الملك( ريتشارد قلب الاسد) أشهر ملوك انجلترا وقائد الحملة الصليبية الثالثة علي العرب
ولد ريتشارد في منتصف القرن الثاني عشر وهو أحد اشهر ملوك انجلترا عبر التاريخ نصب ملكا في ال ٣٢ من عمره وتوفي بعدها بعشرة أعوام عام ١١٩٩ ، لقب (بقلب الاسد) لشجاعته وقوته وسمعته كمحارب كبير ولقد ارتبط اسمه بشدة مع المحارب العظيم صلاح الدين الايوبي امتلئت حياته بالمغامرات والمؤامرات وخيانات شارك بها ضد أبيه
فلقد تآمر مع اخواته ضد أبيه وانضموا إلي عدو أبيهم فيلب الثالث عام ١١٨٩ ليجبروه علي الاعتراف بريتشارد وريثا له وظلوا يحاربونه حتي وفاته وبعدها تم تتويج ريتشارد ملكا لانجلترا وانشغل طوال فترة حكمه بالحروب الصليبية حتي أنه لم يقضي سوي ستة أشهر فقط في انجلترا .
كان طموحه الانضمام الي الحملة الصليبية الثالثة لإعادة احتلال القدس بعد تحريرها علي يد صلاح الدين الايوبي عام ١١٨٧
ورغم محاولاته إلا أنه فشل في تحقيقها نتيجة الخلافات العميقة بينه وبين أنصاره وشجاعة ملوك صلاح الدين وتماسك جيشه ليغادر رتشارد فلسطين عائدا الي بلاده وفي الطريق غرقت سفينته في بحر الأدرياتيكي
فقرر العودة لبلاده برا وأثناء عبوره النمسا متنكرا عرفه رجال عدوه اللدود الأمير ليوبلد فالقوا القبض عليه واحتجز في النمسا عامين ، حتي تمكنت أمه من دفع الفدية المطلوبة التي ذكرتها بعض المصادر أنها بلغت 100الف جنيه استرليني نقلت من بريطانيا الي القارة الأوروبية علي شكل بنسات فضية
وتم أطلاق سراح ريتشارد بعدها
فإذا به يعود الي انجلترا ليسترد ملكه الذي استولى عليه اخوه في غيابه وقضي السنوات الخمس الاخيرة من حكمة في القضاء علي فيليب ملك فرنسا ومع كل ذلك كانت نهايته غريبة
اثناء حصاره لقلعة شالو شابرول وسط فرنسا وبينما كان يتجول حولها اصاب سهم ذراعه لكنه لم يهتم بجرحه وتابع هجومه الكاسح علي القلعة فتفاقم جرحه وأصيب ذراعه فهرع لقصرة ونزع السهم بطريقة خاطئة فأصيب بالغرغرينه التي تفشت في جسده كله وهذا ما ادي الي وفاته عام ١١٩٩ ليدفن في كنيسة الدير فونتفراولت المكان الذي دفن به والده ووالدته أيضا
وقد تبين بعد وفاته أن من القي عليه السهم لم يكن إلا فتي صغيرا يقال إن ريتشارد قد قتل أباه واخويه فأراد أن يثأر لهم
ليقول العرب عن ريتشارد أنه
الأسد الذي قتلته نملة