بقلم الشاعر و الاديب العالمي
د.عبد الحسيب الموصلي
أبكي الفراق ودمعُ العين يُرهِقُهُ
مِن رفّةِ الهُدبِ تكوي النار أجفاني
إنّي وصلتُ وما وصلتُ عاشقةً
لي في ثنايا رمشها بتحنانِ
فاض الصّقيع وقلبي اشتاق زهرتُها
إنّي إليكَ يا آذار تحناني
لا أملك اليوم غير الدمع يصحبني
والدمعُ منكِ أنا أفديه أشجاني
إنْ عاتبتني بذاك القلب فاتنتي
فَلْيشهد الحبَّ أنّ القلب أدماني
هل لي بعينيكِ، إذا مالحبُّ أتعبني
وزارني الشوق من حينٍ إلى حينِ
أستلهم الرّوح من آيات حُسنهما
فإن غَزتْ كان الحب من ديني
عيناكِ قُدسي، وليت القدس تعرفني
ورمشكِ الأقصى، سهمٌ يداويني
جَرتْ وماعرّشت إلّا على كَبدي
وأوغلتْ سُفناً تشتاقُها سُفني
باحَتْ بما خبّأَتْ عينايَ من شجنٍ
ولم أكنْ غيرُها أختارُ من سكنِ
ردّتْ إليَّ من الماضي مرارتُهُ
صَدَىً من الأمسِ بالتِّذكارِ رنَّحني
حاولتُ أهربُ، من ظُلمائهِ انحدرت
بعض الحمولة من همٍّ ومن حَزَنِ
تقطّرتْ دمعةٌ كالفجر صافيةٌ
تَضيعُ عن يومهِ في رحلةِ الزّمنِ
إنّ الحياةَ عروسٌ في الزّمان قَضتْ
على حصانٍ يعدو بلا رسنِ
فتّشتُ فيها،فراح الغيب يسخر بي
فأقنعتني بها، أنّ الهوى وطني