JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
recent
عاجل
Accueil

45 عاما مرت على رحيل العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ،

 


كتب : حسين هيكل

ولد عبد الحليم حافظ فى 21 يونيو 1929 بقرية الحلوات التابعة لمركز الإبراهيمية محافظة الشرقية، واسمه الحقيقى عبد الحليم شبانة، وهو الابن الأصغر بين أربعة إخوة هم إسماعيل ومحمد وعليا، وتوفيت والدته بعد ولادته بأيام وقبل أن يتم عبد الحليم عامه الأول توفى والده ليعيش يتم الأب والأم وعاش فى بيت خاله الحاج متولى عماشة.

كان يلعب مع أولاد عمه فى ترعة القرية، ومنها انتقل إليه مرض البلهارسيا الذى دمّر حياته،

حيث توفى فى عام 1977 فى لندن، بعد مسيرة حافلة بالعطاء الفنى، قدم خلالها العديد من الأغانى والأفلام السينمائية التى مازالت عالقة فى أذهان الجماهير والمشاهدين

ورغم مرور كل هذه السنوات على رحيل العندليب إلا أن الحديث عن المطرب الراحل لا ينته، لاسيما أن أغانيه وأفلامه مازال الجمهور يتابعها حتى الآن، فأغانيه مازالت يسمعها الجمهور فى كل المناسبات سواء الفرح أو الحزن أو الرومانسية وكذلك الوطنية، حيث استطاع تخليد اسمه كواحد من أهم نجوم الغناء فى مختلف الأجيال.

 التحق بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين عام 1943، حين التقى بالفنان كمال الطويل، واكتشفه الإذاعى حافظ عبد الوهاب الذى سمح له باستخدام اسمه "حافظ" بدلا من شبانة.

انطلق عبد الحليم حافظ فى عالم الغناء وقدم للسينما 16 فيلماً حقق بها نجاحاً كبيراً على مستوى التمثيل، 

 فإن حليم يكاد يكون افضل تجسيد لمقولة الغائب الحاضر، تماما مثل العظماء الذين خلدهم التاريخ في كل مجالات الحياة والتقدم الانساني. نشاهده في افلامه، ونستمع الى اغنياته كأنها اعمال فنية جديدة، نتلهف لمتابعتها بشوق ومحبة، لا فرق في ذلك بين الاجيال التي عاصرته حيا، والاجيال التي جاءت بعد رحيله، وصولا الى الجيل الحالي، بدليل ان مبيعات اغنياته تحتل الى الآن المراكز الاولى في الانتشار والتوزيع.

نادية لطفي: 'ديدي' الحب الوحيد في حياة حليم... بكاها عند الرحيل وقال لن أتزوج بعدك امرأة أخرى

لكن ماذا عن النساء في حياة عبدالحليم حافظ؟

في هذه الحلقة نتابع قصص وحكايات حليم مع المرأة، حبيبة، وصديقة، وزميلة له في الغناء وفي السينما.

عاش حليم الكثير من قصص الحب وتصور البعض انه كالفراشة التي تتنقل من غصن إلى آخر ومن امرأة إلى أخرى، ولكن الحقيقة انه كانت بداخله قصة حب حقيقية عاش معها ولها وبها، وحاول جاهدا إبقاء حبها بعيدا عن أعين الفضوليين كعادة حليم أن يبقي حبه سرا. وعندما شدا حليم بأغنيته الشهيرة 'بتلوموني ليه' على شط الاسكندرية لم يكن ينظر إلى زميلته الفنانة مريم فخر الدين بطلة فيلمه 'حكاية حب'، بل امتد ببصره إلى ما وراء الأفق لينظر في عيني حبيبته الصغيرة التي أغلق الأبواب على قصة حبه لها فلم يعرفها حتى اقرب المقربين إليه.

عائلة أرستقراطية

كانت ديدي، أو جيهان، فتاة جميلة ورقيقة جدا، وتنتمي إلى عائلة كبيرة تقدس التقاليد الأرستقراطية وتبحث عن الشاب الذي يناسب جوهرتهم الغالية، وقد اختاروا لها ابن عمها وتمت الخطوبة ولكنها انتهت بالانفصال. إلا إن جدها الباشا كان يرى انه لاحب في زواج أبناء الأسر الكريمة من أبناء الباشوات، فالزواج يتم بالعقل فقط.. لكن الجوهرة كانت تحب بكل ما في قلبها من حب وبكل ما في كيانها من مشاعر.. أحبت الفتى الأسمر النحيل، صاحب الصوت الدافئ والمشاعر المتدفقة، الذي صعد نجمه وتألق وأصبح ملك الإبصار والأسماع والقلوب.

لكن حليم أدرك بذكائه الفطري إن حبه لن يعيش تحت الأضواء فالحب كالشمعة التي لا تضيء تحت تيارات الهواء إنما تحتاج إلى دفء الأماكن المغلقة لكي ينتشر ضوءها ويبدد ظلام الليل.

 صمت حليم وعاش مشاعره بمفرده ولم يشرك معه إلا قلبه الذي كان يملؤه الأمل في استمرار هذا الحب.

وكأي قصة حب لابد أن تتوج في النهاية بالزواج، ولذلك تقدم العندليب إلى أهل هذه الفتاة، التي استطاعت أن تقتحم قلبه وتسكن فيه، وما إن طرق باب بيت الحبيبة طالبا خطبتها حتى واجه ستارا حديديا بينهما.. اسم العائلة الكبيرة التي رفضت وأصرت على الرفض ولم يعترف الأهل بعمق ما بين الحبيبين، بل اعتبروا علاقتهما مجرد نزوة سوف تنتهي بمرور الوقت 

بل انه في اليوم الذي تقدم فيه لخطبتها كانت هناك حفلة بالصدفة في بيتها، فطلب الجد من حليم أن يغني في هذا الحفل، لان هذا اليوم يمثل مناسبة كبيرة في الأسرة وهو عودة المياه إلى مجاريها بين الخطيبين المنفصلين بين ديدي أو جيهان وابن عمها، فرد عليه حليم انه لم يأت لكي يغني ولكن جاء طالبا يد كريمتهم.

وقوبل طلب حليم بالرفض القاطع فهرول مسرعا إلى الخارج. ولمحت الحبيبة انكسار قلب حبيبها، ووعدته أنها لن تكون زوجة لإنسان غيره مهما كان الثمن. وخرج حليم من البيت حزينا، متألما، معذبا مكسورا في عواطفه وكرامته.

 رحلة العذاب والمرض

ووسط موجات عذابه المتلاحقة لم يفصح حتى عن اسمها. كان يخشى أن تصيبها الضجة الإعلامية المثارة من حوله . 

أما هي فكان ألمها اكبر مما تحتمله سنوات عمرها فهي لا تملك قوة التصدي لتعنت الأسرة ولا تعرف كيف تدافع عن حبها أمام عنف التقاليد الصارمة.. وفجأة يداهمها مرض خبيث فتستسلم له بكل قوتها. لم يكن لديها الرغبة في الحياة التي حرمتها ممن تحب 

 وتتزلزل الدنيا تحت أقدام الحبيب 

ورحلت بمرض لا يصاب به إلا واحد في المليار، وقالت له قبل الرحيل: أريدك أن تتزوج يا حليم حتى اطمئن عليك، وكان ذلك قبل وفاتها بقليل وهي على فراش المرض . فرد حليم عليها وقال: 

لن أتزوج بعدك ولا قبلك من امرأة أخرى. وعاش حياته على هذا الأساس.

هذه القصة التي تعد الأشهر في حياة حليم والتي بدأت مواكبة لانطلاقته وشهرته، وقد ظهر ألمه واضحا من خلال أغنياته الحزينة التي واكبت تلك الأزمة مثل أغنيات 'في يوم من الأيام'، وفي يوم في شهر في سنة'.. وبالفعل كان هذا هو الحب الكبير في حياة حليم الذي تحدثت عنه الصحف والمجلات كثيرا في تلك الفترة ونسجت حوله الكثير من التعليقات والقصص، واستطاع حليم إن يداوي جراحه بالاستغراق في فنه حتى دخل في قصة حبه الشهيرة مع سعاد حسني.

وكانت أغنياته من وحي التجربة

لكن قبل دخوله هذه القصة، كان حليم يعلم جيدا إن هذا الحب الحقيقي الذي تسلل إلى حياته صدفة ومن دون مقدمات كان وقودا عاطفيا أيضا للكثير من أغنياته. فقد ذكر مجدي العمروسي صديق حليم وشريكه في صوت الفن في كتابه الشهير 'اعز الناس' إن قصة الحب التي عاشها حليم كان لها مردود كبير على عطائه الفني، واستمرت القصة ودخلت مراحل عديدة ولكن نهايتها كانت مؤلمة لأقصى درجة. فبعد أن ذللت العقبات وأصبحت قصة الحب قريبة من النجاح فاجأ المرض الخبيث الحبيبة الغالية وتعذبت كثيرا وتعذب حليم لعذابها. ولم يطل الوقت بها كثيرا فقد اختطفها الموت، وبكاها حليم وعبر عنها غنائيا في أغنيات كثيرة شهيرة ومعروفة. ففي البداية لم تكن قصة الحب هذه نارا مشتعلة بين الحبيبين ولكنها كانت نارا مباركة فنيا.. فأخرجت لنا أجمل الأغنيات وأروعها.. فغنى 'بتلوموني ليه' و'بحلم بيك' و'ونعم يا حبيبي نعم' و'نار' و'أول مرة'. كانت كل أغنياته معبرة عن هذا الإحساس الجميل الذي اقتحم قلبه.

جرح أطول من الأيام

وفي المرحلة الثانية عندما ظهرت العقبات والمشاكل في طريق قصة الحب هذه، بدأ الفتى النحيل يتألم ويسهر ويفكر في الحلول، وتملكه القلق والتوتر. وكما أبدع في بداية قصة الحب أبدع أيضا في ذروة أزمتها فغنى من أغنياته الشهيرة 'ظلموه.. القلب الخالي ظلموه' و'فوق الشوك' و'كان فيه زمان قلبين'.

أما في المرحلة الثالثة من تلك القصة، فقد كانت أعجب من قصة الحب ذاتها. فبعد أن زالت العقبات وحلت المشاكل وأصبحت قصة الحب قريبة من النجاح، فاجأ المرض الخبيث الحبيبة واختطفها الموت سريعا وبكى عبد الحليم على حبه الوحيد وعبر عنه في أغنياته أيضا، فغنى 'راح.. راح.. خد قلبي وراح' وأيضا أغنية 'بعد إيه.. بعد إيه.. ابكي عليه واشتاق إليه' وأيضا أغنية 'في يوم.. في شهر.. في سنة.. تهدى الجراح وتنام وعمري جرحي أنا أطول من الأيام' و'حرام يا نار' و'في يوم من الأيام'.

إن تلك القصة الأكثر تأثيرا في حياة حليم لم تستطع الأيام أن تنسيه إياها ولم تهدأ جراح حليم بعد رحيل محبوبته، ولم تتمكن الأيام من إذابة أحاسيس الحزن والمرارة من حياته إلا في لحظة واحدة وهي عندما لفظ    أنفاسه الأخيرة في 30 مارس 1977، وقتها هدأت الجراح ووجد تحت وسادته التي كان يضع رأسه عليها في اللحظات الأخيرة منديل حريمي عليه حرف D وقصاصة ورق مكتوب عليها 'أرجوك تغني صافيني مرة' بخط يد حبيبته. ويؤكد العمروسي إن هذا المنديل المكتوب عليه حرف D كان عبد الحليم قد وجده على طاولة خارج الكبينة الخاصة بحبيبته، وكانت الكابينة مغلقة وقال له الحارس إن أصحابها سافروا، واخذ عبد الحليم المنديل ووضعه في جيبه ولازمه حتى اللحظة الأخيرة من حياته..

أما الورقة التي طلبت فيها أن يغني 'صافيني مرة' فقد كانت قد أرسلتها إليه الحبيبة ليغنيها في إحدى حفلاته.

المشوار الصعب

لقد مشى حليم أصعب مراحل مشوار حياته بعد فقدانه لحبيبته.. كان رفيقه في هذا المشوار المرض اللعين الذي أصابه وجعله يتيقن من انه لا شفاء منه. لذلك كان يضع حقيقة مرضه أمام السيدات التي كانت له علاقة بهن وانه لن يكون زوجا وأبا ذات يوم، وان التي تقترن به ستعيش بجواره طبيبة أو ممرضة وهو ما لا يرضاه لزوجته.

NomE-mailMessage