JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
recent
عاجل
Accueil

الإنجازات العلمية فى القرن السابع عشر

    بقلم : حامد حبيب

  مع قدوم القرن السابع عشر، ظهرت مجموعة رائعة من الكشوف العلمية ، جعلت هذا القرن أساساً لتاريخ

الفكر البشري.

فقبل بداية هذا القرن، حقّق الفلكى البولندي(نيقولا

كوبرنيكوس) _١٤٧٣-١٥٤٣م _ ثورةً  هائلة  فى  علم الفلك  ، حين  فسّرَ  حركةَ  الأجرام  السماوية بشكل مختلف عما  كان  من  قبل ،  ليؤكد َ أن الشمسَ  هى مركز المجموعة الشمسية  ، ومركز الكون  كلُّه ، وانّ الأرضَ تدور حولها.

وجاء  الفلكى الألمانى ( يوحنا كيبلر )  ليدفع  نظرية (نيقولا) للأمام ، ويصحّح بعض أفكارِه حول مدارات

النجوم ، والتى اكتشف أنها  بيضاوية وليست دائرية

كما قال(نيقولا) ،  وإنه  كلما  كان الكوكب  أقرب إلى 

الشمس فى مداره البيضاوي ،كانت سرعتُه اكثر، وقد

نشر ذلك فى  مولفاته " علم الفلك الجديد " و"تناسُق

العالَم". 

كما  راح  الفلكى الايطالي (جاليليو جاليلي)  _١٥٦٤-

١٦٤٢م _ يُكمل  مابدأه  كوبر نيكوس  وكيبلر ،  وقام فى عام ١٦٠٩م بصُنع تليسكوباً لملاحظة سطح القمر

وتاكّد أنّ القمرَ ليس جُرماً نصيباً بذاتِه ، كما تمكّنَ من

رؤية اعداد هائلة من النجوم التى  لاتستطيع  العين

المجرّدة من رؤيتها.. وقد اثار _ باكتشافاته_  غضب

الكنيسة، التى حاولت التخلّص منه ، وأجبرته محاكم

التفتيش فى روما على التخلّى عن آرائه ، ونفوه إلى

إحدى القرى حتى وفاته.

وجاء الانجليزي(إسحق نيوتن)_١٦٤٣-١٧٢٨_أن يضعَ

قانونَ الجاذبية الارضية وقوانين الحركة، إلى جانب اكتشافاته   العديدة    فى    البصريات   والرياضيات وأُُسُس  علم  الميكانيكا ،  كما  أكّد  أن الاصوات التى نسمعها،إنما هى اهتزازات تُحدِثها موجات معيّنة فى

طبلة الأُذُن.

وعلى الرغم من إن نيوتن طُبعت أعمالُه عام ١٦٨٧م ،

إلا إنّ آراءَه لم تنتشر بين الناس إلا بعد  مُضِىّ  مائة عام.

كما ظهر الانجليزى(فرنسيس بيكون) _١٥٦١-١٦٢٦م_

الذى اشتُهر بمولفاته:"الكائن الجديد"و"هدم المعرفة"

و"أطلنطا الجديدة" ، ليؤكّد على أنّ  حواسَ الإنسان

هى مصدرُ معارفِه ، وكانت طريقته للوصول للحقائق

قائمة على الاستقراء والتحليل والمقارنة والملاحظة

والتجربة ، ودعا  الإنسان  إلى  التخلّى عن  المفاهيم 

والتصوّرات  السابقة ، ليتجرّد  من تأثيراتها  ، ويؤكد

أنه ضد  الأحكام المتسرّعة  القائمة  على  التصوّرات 

الموروثة، وبالتالى،وضع بداية العلم التجريبي.

كما اكتشف(أدموند هالى) المُذنّب الذى عُرف باسمه

عام١٦٨٢م.

واخترع الإيطالى(تورشيلى)باروميتر لقياس الضغط

الجوى عام ١٦٤٣م.

كما   توصّل   العالم   الانجليزي ( وليم هارفى )  إلى اكتشاف الدورة الدموية عام ١٦٢٨م .

كما تم فصل عناصر الهواء من أكسجين ونيتروجين

وأيدروجين عن بعضها فى مجال الكيمياء.

وفى   مجال  الفيزياء  ،  إمكانية  تحويل  القوى إلى كهرباء ، واستخدامها فى الإضاءة.

كما شمل  التقدم  مجال الرياضيات ايضاً ، إذ تم  فيه

معرفة   الكسور.  العشرية   عام  ١٦٦١م  ،  واكتشاف اللوغاريتمات  عام  ١٦١٤م   عن  طريق   الاسكتلندي

(نابيير)واستخراج الجذور عن طريق عمليات الجمع والطرح  ،  كما   قدّم   آلة  حسابية   تُسمَّى " قضبان نابيير " ،  وكذا  التفاضُل   على  يد  نيوتن    وليبنتز

عام١٦٨٠م...واستخدم الرياضى الانجليزي (هاريوت)

علاقات اكبر من واصغر من المعروفة حالياً، كما قدّم

(أوتريد)  العديد  من  الرموز  الجبرية ،  مثل  علامة الضرب والفرق(_)  والقسمة (÷)  واخترع ايضاً أول مسطرة لوغاريتمية حاسبة عام١٦٢٢م.

وشهدت سائر العلوم الأخرى تطوراً هائلاً ، واصبحت

التجربة  هى  أساس   الحقائق   العلمية ،  واصبحت الطبيعة كتاباً مفتوحاً يحتاج الإنسان لقراءتِه .

ونظراً لذلك التقدم العلمى، ظهرت فى  النصف الثانى من القرن السابع عشر،الجمعيات والمؤسسات العلمية

والأكاديميات التى أفرزتها الحركة العلمية ، إذ لم يعد

بإمكان    الأفراد    بمفردهم   أن   يتصدّوا   للمشاكل والمسائل العلمية الكبرى ، ولن  يكون  فى  استطاعة الاجتهادات الفردية إن تخلق نهضة علمية تقوم على البحث  والتجربة ، فكانت   هناك    أكاديمية   العلوم الفرنسية،التى أسّسها لويس الرابع عشر عام ١٦٦٢م ،

والجمعية  الملَكيّة   لتطوير  المعارف  الطبيعية  فى لندن ١٦٦٢م ايضاً  ، واكاديمية التجارب  فى فلورنسا فى إيطاليا،واكاديمية"ليوبولد" فى ألمانيا، واكاديمية العلوم فى روما ، وانتشر ذلك فى سائر  أوربا  ليبشّر 

بنهضة علمية فائقة .. ولقد  قامت  تلك  الاكاديميين

العلمية بنشر البحوث العلمية،وتشجيع وسائل البحث

والتجريب، وإمداد الباحثين فى هذه المؤسسات  بما يحتاجونه من  تليسكوبات وميكروسكوبات   وبارومترات وغيرها.

فى ذات الوقت ، ظهرت اولى المجلات العلمية  التى 

وثّقت   لتلك   الأبحاث  والتجارب ،   ويسّرت  تبادل المعلومات بين العلماء الأوربيين.

غيورٌ أنا على وطنى وحزين .. وضعنا  الأساس  منذ 

قرونٍ طويلة ،  إذ حثّنا  الإسلامُ  على  العلم  كأساس

للتطوّر وإعمار الحياة ، وانّ قوّتنا الحقيقية فى العلم

فشهدت القرون الأولى تلك النهضة ، بتشجيعها للعلم

والعلماء، فألفوا وبحثوا واخترعوا  واكتشفوا وتركوا لنا وللعالم تراثاً علمياً عظيماً، اخذ به الغرب ، وأهملته 

الدول  والشعوب ، ولم  تاخذهم  الغيرة  فى  اللحاق بقطار النهضة العلمية كما ينبغى أن يكون .



NomE-mailMessage