JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
recent
عاجل
Startseite

الشُّعراءُ و رُوح العصر وكيف ينهضُ الأدبُ بالمجتمع؟

  الشعراءُ _ فى الغالبِ _ هم المعبّرون عن أرواحِ العصور ، وهم المحدّثون عن دخائلِها وأسرارِها. فالشاعرُ لامفرّ له من أن يستنشقَ جوَّ عصرِه ، سواءً كان هذا الجوُّ صافياً أو ملوّثاً ، ولايمكنه قطعَ الصِّلةِ بينه وبين عصرِه، وهناك قدرٌ كبيرٌ من قوَّةِ الشاعر مردّه إلى عصرِه ، والشاعرُ يكتملُ نُضجُه من قوَّةِ العصر وقوّةِ العبقرية. فلو أقبل شاعرٌ كبيرٌ إلى عصرٍ لم تكن الحياةُ الفكريّةُ فيه مزدهرة متدفّقة ، جاء شعرُه ساذجاّ ، لكن إذا التأمَت القوّتان ظهرت جوانبُه الإبداعية. فالمتنبّى والمعرّى والشريف الرّضى نبغوا فى أنضجِ أوقات الحضارة الإسلامية وأروعِ أزمنتِها... وشكسبير... زامنَ عصر إحياءِ العلوم ، ووثبةِ العلم ونهضة الفلسفة ، لذا نرى إلى جانبِ كلٍ شاعرٍ كبيرٍ فيلسوفاً يستند عليه، وينهلُ من بئرِه. فالشاعرُ الحق ينتفعُ من مجهودات العالِم وأفكارِ الفيلسوف ، وعندما يُعرِضُ الأدباءُ عن العلم ، ويزهدون الفلسفة ، تتضاءلُ ثقافتُهم ، مما يؤثِّرُ حتماً على مستوى منتجَهم الأدبى ، فقد صار من العادةِ إطلاق صفة مُثقّف على الأديب، وهو مايُحتّمُ عليه بالضرورةِ أن يكونَ كذلك. فالفيلسوف أو العالم ، يبتكرُ أفكاراً للعصرِ ، بينما الشاعرُ يبعثُ فيها موسيقاه الساحرة ، ويُسبغ عليها الجمال الفنّى ، والتغنّى بتلك الأفكار ويُشعِر الآخرين بها. فبين الأدبِ والعلم والفلسفة صلةٌ عضويَّةٌ متينة، لانها مظاهرُ حياةِ الأُمَم الروحيّة ، لذا ، عندما قوِىَ التفكيرُ العلمى فى القرنِ التاسع عشر ، تركَ أثراً واضحاً فى الأدبِ ومذاهبِه....والعلمُ يُفسِحُ الآفاقَ ويُنيرُ الطريقَ للشاعر ، كما تُقدّمُ له طائفةً من الأفكارِ المناسبة والعميقة. فالادب والعلم والفلسفة ، إخوةٌ ثلاثة ، لاينبغى التفريق بينهم بايّةِ حالٍ من الأحوال. ويرى(تين) أنَّ الأدبَ عنوانُ نفسيّةِ الشعوب ومفتاحُ قلوبها، وأنّ الشاعرَ نتيجةُ عواملَ ثلاثة، وهى: البيئة والسُّلالة والعصر. غيرَ أننا لا ينبغى أن نجهلَ نفسيّةِ الشاعر المتفرّدة صاحبة الأثر الكبير على نتاجِه الأدبى، وعلى سرعةِ التأثيرِ فى الآخَر ، حتى إنه يُعتمَد عليه فى المقامِ الأوّل فى استنهاض الشعوب ودفعهم للتغيير على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعى أو الثقافى ، أو التهيئة والتعبئة الشعورية لدى المجتمع للدفاع عن كرامة الأوطان ورد العتبار، كما فعل(عبد الناصر)عقب هزيمة١٩٦٧م ، بتحفيز القوى الناعمة (صحافة_فن_أدب) ، والذى بالفعل كان له تأثيره الخطير فى ردّ الاعتبار،وهو ما يجعل الأدب مختلفاً تماماً عن الفيلسوف والعالِم ، فى خصوصيات وملامح كلاً منهم . لكن علينا أن ندركَ أننا نحتاجُ تلك النهضة الشاملة التى يصنعها الأديبُ والفيلسوفُ والعالِم. 
بقلم _ حامد حبيب_مصر 


NameE-MailNachricht