JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
recent
عاجل
الصفحة الرئيسية

[ العُلماءُ...والثورة الصناعية فى ألمانيا]

 جاء التطوُّر الصناعى لألمانيا بعد  بريطانيا  وفرنسا

مباشرةً ، وكان  السببُ  فى  هذا  التأخير  ،  افتقارها للوحدة  السياسية  آنذاك ،  والذى  لم يتحقق إلاّ فى أعوام  ١٨٧٠ _ ١٨٧١م  ،  كما  كان  لبُعد  مناجم الفحم والحديد ،ووجودهما  على حافّات  البلاد  بعيداً  عن التمركُز السكّانى والموانى ، وافتقارها لطُرق ووسائل

مواصلات كافية ورأس مال ،أثره فى هذا التأخّر عن

اللحاق بثورَتَى بريطانيا وفرنسا ، لكنها  دخلت  عصر الثورة الصناعية  فى النصف الثانى من  القرن التاسع

عشر ، واستطاعت أن تتفوّق على فرنسا .

وبدأ تطوُّر ألمانيا الصناعى  يسيرُ  جنباً إلى جنب مع تطوير الزراعة ، وبدأ التطوير باستغلال موارد البلاد

الطبيعية ، بأن بدأ  الكوك يحلّ  محل  الفحم  النباتى فى صهر الحديد ، وقامت على عملية  تقطير  الفحم

صناعات كيميائية  متعدّدة ، وساهم  نهرُ  الرّاين  فى حمل المواد الخام و المعادن بسعرٍ زهيدٍ من  الخارج.

كان   ينقُصُ  ألمانيا  المُعدّات   العلميّة   ورأسُ  المال والمُغامرة ،وبدأ تقدُّمهم بطيياً بين سنتى١٨١٥_١٨٤٤م

ولكنٌَ الدرسَ الذى تلقّوه فى الذُّلّ  والمهانة  على  يدِ نابليون عام١٨٠٦م  أثار  فيهم  الحميّةَ  والمثابرة  فى الأبحاثِ  العلمية ،  وكانت  مصروفاتهم  العامة   على البحث    العلمى   كبيرة   نسبياً   ،   وقدّروا    العلماء والمخترعين  واعطوهم   فرصة   للثراء  ،  وقد  عاد عليهم ذلك بالنفع العظيم .

ولقد  أحرزت  ألمانيا تفوُّقاً  عظيماً على  جاراتها  فى علم الكيمياء  ،  وبالتدريج   تفوّقت   على   بريطانيا وفرنسا فى المجال الفنّى والصناعى.

وبانتشار  الآلة  البخارية  فى ألمانيا ،  زادت  الحاجة لاستخدام الفحم ، الذى استُخدِم بكثرة فى الصناعة لصهرِ المعادن ثم توليد الكهرباء ، كما  بدأت  الكيمياء

تساهم بشكل فعّال فى استغلال الفحم فى صناعات

كثيرة أُخرى كالكاوتشوك والأصباغ والأدوية.

وزادت الحاجة للحديد ، وتقدّمت وسائل استخراجه

وصهره واستغلاله ، حتى أنتجت ألمانيا  أوّل  قاطرة

بخارية عام١٨٤١م ،واصبحت السُّفُن تُبنَى من الحديد 

وتزدادُ سِعتها ، فسيطرت على التجارة  مع  بريطانيا

 وغرب أوربا وأمريكا الجنوبية.

ونشر( سيمنز ) التلغراف فى ألمانيا عام ١٨٤٨م ،  ممّا ساعد على  انتشار الصحافة  ، حتى كان  فى  الفترة بين١٨١٥م_١٨٦٠م (٤٦٢) صحيفة ، ووصل  إلى  ثلاثة آلاف عام١٨٧١م  ، فصارت   الصحافة   قوّة   جديدة للشعب الألمانى.

ومع تقدُّم الصناعة ، تقدّمت الزراعة وزاد الإنتاج بعد استخدام أحدث الوسائل العلمية،واستخدام الأسمدة

النتروچينية.

ولقد سبقت انجلترا مع نهاية القرن التاسع عشر فى إنتاج الصُّلب رغم قلّة مناجم  الحديد  بها ،  ووصل إنتاجها من الحديد إلى ١٧ مليون طن  قبل  اندلاع الحرب العالمية الأولى.

وازدهرت صناعاتها   الكيميائية   وتصدّرت   المكانة 

 الأولى  فى العالَم قبل الحرب العالمية الأولى أيضاً.

وأغرفت  ألمانيا أسواقَ  العالَم  بمصنوعاتِها ، وجرت عبارة "  مصنوع فى ألمانيا "  تأخذ   شهرتها  وتصبح مجرى الأمثال.

وكانت الصناعات المعدنية الألمانية  هى  الأولى  فى أوربا، وكذا الصناعات الكيميائية والكهربائية ،والثانى

بعد انجلترا فى  صناعة  النسيج ، وانتشرت  مصانع

"سيمنز" الألمانية وغيرها فى البلاد الأجنبية وشكّلت

دخلاً  ثابتاً  للبلاد ، واصبحت ألمانيا القوة  الصناعية الثانية بعد الولايات المتحدة الأمريكية.

لقد كان الاهتمام بالعلم والتعاون الوثيق  بين العلماء

فى الأفرُع العلمية المختلفة، وخاصّةً الكيمياء  وراء

هذه النهضة الصناعية فى ألمانيا، حيث عمل  العلماءُ

بكُلّ طاقتِهم ليضعوا أبحاثَهم  وخبرتهم  تحت  إمرة ِ

الصناعة.

وبرغم  أنّ   الحرب  العالمية  الأولى  أنزلَت  بألمانيا خسائر فادحة ، نتج عنها كارثة  اقتصادية  خطيرة،

فتحطّمت المصانع ودُمّرَت طُرُق  السكك الحديدية،

وخسائر  أخرى  كثيرة ،  نهضت   ألمانيا  من  جديد 

فلم تنعِ الحكومات حظٌها  ،  ولم   يستسلم   الشعبُ

لما  أُنزِل  به ، لكنها كانت  التحدّيات  والانتماء التام والحميّة الألمانية التى تأبى الرضوخ ،فنهضت ألمانيا

بأقصى سُرعة ، كما نهضت معها اليابان التى تعرّضت

لقنبلةٍ قضت على أحلامها..

هى  شعوبٌ   لاتستسلم  .. لاتنوح   ولا تُولول   على ماأصابها ، كمثل  شعوبٍ  أُخرى  مثلنا  تظل  عشرات السنين كلما  استفسرتَ  عن  سببِ  تقاعُسها  تجدها تُجيد المبرّرات الواهية ، وتقلّب لك صفحات الماضى

تذكّرك  باستعمار  ، وأنظمة  ، ولاتفيقُ  أبداً  من  تلك المبرّرات التى أثقلت كواهلنا ،  فكم  من  شعبٍ  تعثّر

وتحطّمت قواه ، نهض من كبوتِه وصار جواداً يسابقُ

الريح..

لكن شغلتنا   الحكومات   العربية  بنزاعاتٍ   سياسية وحواراتٍ ووعودٍ وهميّة ، لنظلّ كما نحن"محلّك سرّ"

وكنتُ أتمنّى ولو نحبو على الطريق.

#كم أنا غيورٌ على وطنى !

_______________

حامد حبيب_ مصر 




author-img

JOURNALEST

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق
      الاسمبريد إلكترونيرسالة